كلنا يعرف.. وكلنا عايش حجم الزحام الشديد والضيق والضنك.. وربما الضرر.. الذي يصيب المسلمين من جراء ضيق المسعى..
** كلنا حج قريباً.. وكلنا -وبالذات كبار السن- حج قبل ثلاثين.. وربما أربعين عاماً.. وأعرف أناساً حجوا قبل ستين عاماً.. وكلهم يعرفون التطورات التاريخية لوضع المسعى..
** نعم.. هناك أناس جاوزوا التسعين عاماً أو أكثر.. وبعضهم أو أكثرهم.. حج وعمره (15) سنة أو حولها.. أي فور بلوغه.. وحج بعد ذلك بسنة أو سنتين أو خمس أو عشر.. وعايش عن قرب.. وضع المسعى وتطوراته.. وهناك مسنون يقيمون في مكة المكرمة ومن أبنائها الذين عايشوا وضع المسعى لحظة بلحظة.. وسنة بسنة.. وعرفوا كل ما جرى فيه خلال هذه العقود..
** وكلنا.. قرأ ما قاله العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين عندما حج عام 1365هـ.. وكيف سعى.. وكيف كان وضع المسعى هذه السنة.. وكيف كان الناس يسعون..
** الناس كل الناس.. الذين عايشوا المنطقة قبل عقود.. كانوا يعرفون بكل وضوح.. عرض المسعى.. ووضع جبلي الصفا والمروة.. وكيف أنهما ممتدان عرضاً.. كما أن الفقهاء أبانوا.. أن المطلوب.. هو التأكد من السعي من الصفا إلى المروة وضبط الطول.. والتأكد منه..
** أما العرض.. فيجب أن يكون بين الجبلين وهما ممتدان لما هو أشمل وأكبر من الموجود حالياً
** أما خبراء الجيولوجيا والمهندسون والخبراء والباحثون والمؤرخون.. وخبراء الجغرافيا.. أثبتوا بالدليل القاطع.. على أن جبلي الصفا والمروة.. ممتدان شرقاً كما هو أشمل من الموجود حالياً..
** وهناك شهود تقاطروا على المحكمة العامة بمكة المكرمة التي أثبتت بموجب القرائن والشهود والبراهين القاطعة.. أن جبلي الصفا والمروة.. ممتدان عرضاً لما هو أشمل من الموجود حالياً.
** إذاً.. فما المانع من توسعة المسعى وإدخال هذه المساحة في التوسعة.. تيسيراً على المسلمين.. ورفع الحرج والمشقة عنهم.. ومنع التزاحم والتدافع الذي قد ينجم عنه وفيات وإصابات خطيرة.. وهناك المسنون والمرضى.. وهناك ضعفاء الأجساد.. وحتى الإنسان النشط.. إذا دخل في معمعة زحام شديد وتدافع كبير.. قد يقع ويموت.
** ما الذي يمنع توسعة المسعى وإدخال الجزء أو الأجزاء المتبقية منه فيه.. أو على الأصح.. إعادة إدخالها مجدداً؟
** لقد قرأت في بعض الكتب التي تحدثت.. على أن الحيز الذي حُدد فيه المسعى حالياً.. ليس كل المسعى (عرضاً) بل وُضع الحاجز قبل عقود.. لأن الحاجة هنا فقط.. ولأن الناس لا تحتاج ما هو أوسع من ذلك.. بل وقالوا: إن وضع الحاجز.. هو لجمع الناس.. ولمنع التراب والغبار والهواء والأمطار وليس تحديداً لعرض المسعى.. فلماذا لا يُزال الجدار العرضي ويتم توسعة المسعى عرضاً.. مادامت كل هذه القرائن والإثباتات تتضافر لتثبت بالدليل القاطع.. عرض المسعى.
** لقد قرأت تلك التحقيقات الصحفية.. عندما جاء أكثر من خمسين مفتياً من العالم.. وحوالي الـ(300) عالم وفقيه من سائر أرجاء العالم كله وقالوا بصوت رجل واحد: إن توسعة المسعى جائز شرعاً.. ولا مشكلة في ذلك من الناحية الشرعية.. واعتمدوا على القرائن الشرعية التي سقت بعضها هنا.. وهناك مسوغات شرعية أخرى.. هي شأن الفقهاء.
** حوالي الـ(400) مفتٍ وعالم وفقيه قالوا بلسان رجل واحد: إن لولي أمر المسلمين صاحب الولاية الشرعية على البقاع المقدسة والحرمين الشريفين.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز بموجب ولايته الشرعية.. أن يوسع المسعى.. تخفيفاً على المسلمين.. ورفعاً للحرج والمشقة.. واستناداً على هذه الأدلة والقرائن الواضحة وضوح الشمس.
** كما أفتى بذلك عدد من علمائنا الأجلاء الكبار.. وعلى رأسهم أصحاب الفضيلة المشايخ عبدالله بن جبرين وعبدالله بن منيع وعبدالله المطلق وعبدالوهاب أبو سليمان وآخرون يصعب حصرهم هنا.. وفيهم قضاة وأساتذة في الكليات الشرعية وأقسام الفقه.. وأصول الفقه.
** إذاً.. لماذا نضيّق على المسلمين؟
** لماذا نضيّق على الأمة؟
** لماذا نحدهم ونجبرهم على التزاحم الشديد.. مع أننا نعرف تبعاته وهي الموت وإزهاق الأنفس المسلمة؟
** إذا جاء أكثر من مائة شاهد ما بين معمر.. وبين مؤرخ.. وبين جيولوجي ومهندس.. وفي كل التخصصات وشهدوا بامتداد الصفا والمروة عرضاً.. لماذا لا نقبل شهادتهم ونعمل بها؟!