Al Jazirah NewsPaper Monday  07/04/2008 G Issue 12975
الأثنين 01 ربيع الثاني 1429   العدد  12975
في لقاء مع الإعلاميين سلط فيه الضوء على برنامج (السوق).. صالح كامل:
سوق العمل لا يحتاج إلى الواسطات وتطوير مناهج التعليم مسؤولية القطاع الخاص

جدة - الجزيرة :

عقد الشيخ صالح بن عبدالله كامل رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة لقاءً مع نخبة من الإعلاميين والمتخصصين في مكتبه بجدة. حيث تحدث عن برنامجه (السوق) الذي يقدمه عبر قناة اقرأ الفضائية ابتداءً من 8 أبريل 2008م وينقاش فيه قضايا اقتصادية مهمة في شتى مجالات المال والأعمال في منظومة الاقتصاد الدولي برؤية وسطية إسلامية، والعديد من المشاكل الكبيرة كالبطالة والتضخم وغلاء المعيشة وارتفاع أسعار البترول والبنوك الإسلامية والزكاة والأوقاف وهجرة الأموال والفساد والشركات المتعثرة وغيرها من القضايا الحساسة.

قال في المؤتمر: إن هذا البرنامج سيكون منبراً لإلقاء الضوء على جوانب مضيئة في الاقتصاد الإسلامي ليستفيد منها أبناء هذا الوطن والعالم الإسلامي.

وقال إنني تقاعدت من عملي الرسمي منذ عامين، وأتشرف الآن بإدارة الغرفة الإسلامية الصناعية التجارية، وكذلك برئاسة اتحاد المصارف الإسلامية، وهاتان المهمتان تحتاجان لجهد مضنٍ، ونتطلع إلى من يساهم معنا في هذا العمل كي نقدم الخير للأمة الإسلامية، كما تطرق صالح كامل إلى أن سوق العمل لا يحتاج إلى العواطف والواسطات التي تعتبر مصيبة في المجتمع الإسلامي.

واعتبر تطوير مناهج التعليم مسؤولية القطاع الخاص وليس مسؤولية الحكومات، حتى يخرج الطالب من مدرسته متشرباً بخبرات سوق العمل، وللأسف أن الشاب السعودي يخجل من مد يده في الأرض ليكدح ويعمل، لأن الأسرة ساهمت في جعله يعيش حياة الرفاهية المبالغ فيها ووفرت له كل احتياجات الحياة العصرية، وهو لايزال يأخذ مصروفه من والديه، وللأسف فإن المجتمع قد فرض هذه الكماليات على الشباب مما جعلهم يتقاعسون عن أداء واجباتهم في التحصيل العلمي واستشراف المستقبل.

واقترح صالح كامل كحل لمشكلة الشباب أن تكون هناك معاهد متخصصة لتأهيل وتدريب الشباب وصقل مواهبهم، وعلى مثل هذه المعاهد توفير الوظائف لخريجيها، وليس هناك غرابة في دفع الرسوم لها.

وفي جانب المرأة شدد على الاهتمام بها ومنحها الوظيفة المناسبة التي تتواءم مع قدراتها وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، باعتبارها جزءاً هاماً في المجتمع.

أيضاً سلط الضوء على موجة الغلاء التي تجتاح السوق السعودية مشيراً إلى أن على المواطن الاتجاه إلى البدائل من السلع الغذائية التي تأتي في الدرجة المتوسطة والتي تتناسب مع إمكانياته، وقدراته المالية، فالمشكلة التي نعاني منها هي أن الجميع يتطلعون إلى الرفاهية والعيش الرغيد، وامتلاك كل مقومات الحياة العصرية التي تحفل بمظاهر الترف والبذخ، موضحاً أن بيننا فقراء لا يملكون قوت يومهم واعتقد أننا لو قمنا بتوزيع زكواتنا بالشكل الشرعي المناسب فلن يبقى بيننا فقير أو محتاج.

وأكد أن البرنامج هدفه الإصلاح الاقتصادي الإسلامي، وليس الهجوم على أي جهة أخرى، لأن الهدم يكون سهلاً أما البناء فهو الأصعب. أما إذا كان النقد هدفه الإصلاح وحل المشاكل فلا بأس في ذلك.

وقال يجب أن يعلم الجميع أنه لن يصدر فتاوى من خلال البرنامج مؤكدا على أن ما يقوله رأي شخصي مبني على تجربة ومعايشة لعلماء المسلمين في أكثر من 43 دولة رأى فيها ما يتطلب إعادة الوعي الاقتصادي بالطريقة الإسلامية إلى المسلمين.

واستبعد في الوقت الراهن تخصيص قناة اسمها (السوق) على غرار القنوات الاقتصادية.

وعن الأسباب التي أبعدت إمكانية بث البرنامج مباشرا، قال: لحماية المشاهد من أي نقاشات غوغائية تستهلك مدة البرنامج دون أن تثريه كما أن الأسئلة التي تكون خارج موضوع الحلقة تشتت المتلقي.

وقال في مؤتمر صحفي بمناسبة إطلاقه برنامج (سوق)، وأضاف: السوق في الإسلام له دلالة واحترام كبيران لذا أرجو أن يكون في البرنامج تنوع، وفائدة, وترويح منضبط مثلما هو الحال عليه في السوق. وأردف: البرنامج لن يشهد مشاركتي في القضايا التي أجهلها، لذا سأستضيف آخرين وأتحاور معهم, سأجلب مذيعا آخر متخصصا في مجال موضوع الحلقة في حال تطلب الأمر ذلك.

وقال: لم أصنع هذه الشبكة التي تحتوي على العديد من القنوات ومنها قناة (إقرأ) لكي أظهر في الشاشة لكنني وافقت بعد نصائح تلقيتها تفيد بأن خبرتي التي اكتسبتها تمنحني حق التحدث لذا خشيت أن يحسب صمتي في إطار كتمان العلم.

وفي نهاية المؤتمر الصحفي أوضح صالح كامل أن الغرفة التجارية الإسلامية تضم تحت مظلتها 57 اتحاداً لغرف الدول الإسلامية، وقد انتخب إلى هذا الاتحاد 700 غرفة وبوجود أكثر من 50 مليون صاحب عمل.

وبدأت الغرفة الإسلامية بأربع خطط للنهوض بالعمل الإسلامي الاقتصادي:

أولاً: إحياء القيم التجارية الأخلاقية، وثانياً: مفهوم الاقتصاد الإسلامي، وثالثاً: التكافل بين المسلمين، ورابعاً: نشر لغة القرآن اللغة العربية.

وأشار رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة صالح كامل أن توقف الاجتهاد في الفقه والعمل بما كان يفتى به في الأمم السابقة غيّب معظم المسلمين عن إيجاد المفاهيم الصحيحة للاقتصاد الإسلامي. وتطرق صالح كامل إلى تشبث عدد كبير من الاقتصاديين بفكرة استبعاد الإسلام عن الجوانب الاقتصادية رغم الصحوة في العالم الإسلامي التي وصفها بالمتأخرة رغم تمتع الدين بكل ما يحل المشكلات الاقتصادية، وقال: فقه المعاملات والاقتصاد الإسلامي مليء بالعبارات التي نعتبرها مفاهيم أجنبية كالعولمة رغم أنها موجودة في الإسلام وهو الذي أوجدها قبل أن يكتشفها الآخرون منذ قرون بعيدة, لكن محدودية معلوماتنا عن تاريخنا وديننا أوجدتنا في هذه المرحلة.

وكشف صالح كامل رئيس الغرفة الإسلامية عن بدء العمل في تأسيس هيئة التصنيف والرقابة التابعة لاتحاد البنوك الإسلامية، التي تهدف إلى تصنيف جميع منتجات البنوك في الدول الإسلامية لتحديد مطابقتها للمصرفية الإسلامية من عدمه في خطوة لكشف الغموض الذي يحيط بتحويل بعض البنوك التقليدية إلى إسلامية.

وأوضح صالح كامل خلال مؤتمره الصحافي، أن المصرفية الإسلامية عرفت منذ زمن طويل قبل أن يدعو إليها الغرب، إذ إن الاقتصاد الإسلامي يملك حلولا جبارة للمشكلات التي يواجهها الإسلامية.

وبيّن كامل أن الغرفة الإسلامية دخلت مرحلة جديدة في سبيل تفعيل دورها في الدول الإسلامية بعد المباركة التي حظيت بها في قمة دكار، حيث قامت بإعداد خطة عمل سيتم تنفيذها بالتعاون مع القطاع الخاص في الدول الأعضاء والحكومات وتهدف إلى إيجاد آليات وحلول للمشاكل التي تواجه الدول وسيتم من خلالها تأسيس شركات في جميع القطاعات الحيوية التي تختص بقطاع التنمية في البلدان الإسلامية، مشير إلى أن هناك توجها إلى أن تكون كل غرفة ذات إسهام كبير في دعم الناتج المحلي.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد