الجزيرة - وهيب الوهيبي
رفض السفير الهولندي في الرياض نيكولاس بيتس التفسير الذي جاء في فيلم فيلدز (الفتنة) الذي جعل الإسلام والعنف في كفة واحدة، وقال السفير (بيتس): إننا نأسف لعرض هذا الفيلم التسجيلي ونعتقد أن الفيلم ليس له غرض إلا الإهانة، وأن الحكومة الهولندية مطمئنة إلى رد فعل المنظمات الإسلامية المعتدلة.
وقال السفير الهولندي: إن المسلمين والمسيحيين وذوي العقائد الأخرى يمكن أن يعيشوا في سلام ووئام فالمشكلة ليست في الدين ولكن المشكلة في استعمال الدين لبث الكراهية، ولهذا السبب تدعو الحكومة الهولندية إلى احترام عقائد الآخرين.
وأضاف السفير بيتس: إن الحكومة الهولندية مدركة للإحساس الذي نشأ بسبب هذا الفيلم في المجتمع الدولي والإسلامي، ولذلك نعمل على تعزيز التفاهم المتبادل وتعزيز الثقة للتغلب على الأفكار المتميزة.
وتناول السفير الهولندي رد فعل الخارجية الهولندية على فيلم (الفتنة) وتأكيدها عدم جواز ربط الإسلام بالعنف وأن أغلبية المسلمين يدينون التطرف والعنف والضحايا هم أحياناً من المسلمين، وأن الحكومة الهولندية تنأى بنفسها تماماً عن هذا الفيلم المذكور، واستعرض السفير الهولندي بيان رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكاتندا حول فيلم (الفتنة) وتأكيده احترام عقائد الناس وهوياتهم والدفاع عن الحقوق الدستورية، وأن طريقة النائب فيلدز لا تتمشى مع وجهة نظر الحكومة لأننا ندافع عن القيم المبدئية للحرية والاحترام ونضمن حرية التعبير عن الرأي والحرية الدينية للمسلمين ولكل الآخرين على حد سواء، وأضاف: (لقد لفتنا نظر منتج الفيلم (فيلدز) للعواقب الوخيمة التي يحتمل أن تترتب على أفعاله، ولذلك يمكن الأخذ في الاعتبار أن هناك مخاطر شديدة يمكن أن يتعرض لها الهولنديون ومصالحهم في دول مختلفة، وأن الحكومة الهولندية سوف تستمر في محاربة الكراهية والتفرقة والتعصب في كل النواحي).
كما أشار السفير الهولندي إلى أنه قد تم إطلاع سفراء الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي والمعتمدين لدى هولندا على وجهة نظر الحكومة. جاء ذلك خلال استقبال الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي له في مكتبه بالرياض وأعرب الدكتور الوهيبي للسفير الهولندي عن استنكار المسلمين جميعاً لهذه الإساءات، وأنهم لا يقبلون أي تطاول على كتاب الله أو أي إساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هذه الأعمال المسيئة للمقدسات ضد التعايش السلمي بين الشعوب، وضد أي حوار بين أهل الأديان، وطالب العقلاء في العالم الغربي الوقوف ضد موجة الإساءة للمقدسات الدينية، وسن القوانين التي تجرم ذلك كما فعلت بعض الدول الأوروبية لمن يحاولون مجرد التشكيك في الهولوكوست.
وأشار السفير الهولندي في لقائه مع د. الوهيبي إلى وضع المسلمين الذين يعيشون في بلاده والحرية الذي حمله فيلم (الفتنة) الذي أنتجه نائب البرلمان الهولندي اليميني المتطرف جيت فيلدز، الذي جعل الإسلام والعنف في كفة واحدة، وتضمن إساءات بالغة للإسلام ولكتاب الله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي أثار موجة استنكار إسلامية وعالمية رسمية وشعبية على جميع المستويات.