القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي - خالد أمين
تقدمت مصر بمذكرة عاجلة إلى وزارة الخارجية البريطانية بشأن الموقف الذي تعرض له البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مطار هيثرو الاثنين الماضي وتعرضه للتفتيش لدى عودته من لندن بعد رحلة استمرت عدة أيام في بريطانيا.
وطالبت المذكرة التي قدمها السفير المصري في لندن بتفسير هذا الموقف والذي لم يحدث من قبل في كافة زيارات البابا السابقة للندن على مدار سنوات طويلة، مشيرة إلى أن البابا كان قد وصل إلى مطار لندن يوم الثامن والعشرين من شهر مارس الماضي وغادر المطار في نفس اليوم إلى مدينة مانشستر ثم عاد إلى لندن في اليوم التالي من مدينة نيوكاسل ولم يخضع في هاتين الرحلتين إلى أية إجراءات للتفتيش وهو ما جعل هذا الموقف في هيثرو غير طبيعي ويحتاج إلى تفسير حتى لا يتكرر مرة أخرى.
ويأتي هذا الإجراء الحكومي المصري بعد أن أثار الموقف الذي تعرض له البابا في مطار هيثرو ردود فعل غاضبة بين الأقباط المصريين في الداخل والخارج، فعلى صعيد الداخل أرسل محاميا مصريا إنذارا على يد محضر قضائي إلى كل من رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط طالبهما فيه بضرورة استدعاء السفير البريطاني في القاهرة لإبلاغه باحتجاج شديد اللهجة عن الموقف الذي تعرض له البابا شنودة بمطار هيثرو.
أكد المحامى في إنذاره أن البابا يعتبر شخصية مصرية معروفة وأن ما تعرض له يعد تصرفاً غير مقبول من السلطات البريطانية.
وعلى صعيد الخارج أدان اتحاد المصريين في أوروبا توقيف سلطات مطار هيثرو بلندن البابا شنودة واصفاً هذا الإجراء ب(التصرف المشين). واستنكر الاتحاد التعامل مع البابا كشخص عادي، رغم أنه يعد رمزاً دينياً كبيراً يضاهي بابا الفاتيكان في روما، معلناً تصعيد احتجاجه من خلال إرسال مذكرات شديدة اللهجة إلى برلماناً أوروبياً، فضلاً عن إرسال خطاب احتجاج لرئاسة الاتحاد الأوروبي، كاشفاً عن تحرك كنسي كبير في بريطانيا من خلال رئيس الكنيسة القبطية هناك لإدانة هذا الفعل. وأكد الاتحاد أنه سيجري اتصالات بوزارة الخارجية المصرية لحثها علي اتخاذ إجراءات دبلوماسية من جانبها، معرباً عن استغرابه إزاء عدم التحرك المصري لمواجهة هذا التعدي علي الرموز الدينية.