Al Jazirah NewsPaper Monday  07/04/2008 G Issue 12975
الأثنين 01 ربيع الثاني 1429   العدد  12975
قال إنه يفاوض مهرجان فاس منذ عامين وربما شارك فيه .. فنان العرب ل«الجزيرة»:
الطين باتت قريبة جداً من الطرح ومشروعات قادمة مع القصيبي وأجّلت بعض الأغاني لتشابهها

«الجزيرة» - عبدالرحمن الدخيل

كشف فنان العرب محمد عبده عن مشروعات غنائية جديدة تجمعه مع الشاعر الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي بعد عدة نجاحات ربطت بينهما، وكان آخرها قصيدة ( مغرورة) التي تضمنت ألبوم فنان العرب الأخير (الهوى الغايب). وقال محمد عبده في حديث ل«الجزيرة»: عندما أبحث في الفصحى يكون شعر الدكتور غازي القصيبي على رأس القائمة لأن شعره يحتوى على الحداثة والتجديد، وهو مدرسة بين الحداثة والتقليدية، وكوّن نمطاً خاصاً به، وأنا مطلع دائم على جديده كمتذوق ولدي مشروعات كثيرة معه سترونها قريباً.

وجدد التأكيد على أن كل ردود الفعل تثني على ألبوم (الهوى الغايب)، مستدركاً أن من المفترض أن يكون رد الفعل المبدئي من عندي، فأنا قد هيأت العوامل الفنية التي كنت راضياً عنها ومقتنعاً فيها لكل أغنية. والحمد لله وجدت من الجمهور من يواكب ويساند ما قدمته كما عودني دائماً بتفاعله الإيجابي مع أعمالي.

وحول رد فعل سوق الغناء على أغنية مغرورة - الفصيحة - قال محمد عبده: الردود مشجعة للغاية على طرح أبيات من قصيدة (الطين) لشاعر المهجر الكبير إيليا أبو ماضي، ولكني سأطرحها بالشكل الذي ظهرت به في التسريب المغنى على العود قبل عدة سنوات، ولن تكون هناك إضافات على الأبيات بالضبط كما استمع لها الجمهور لأن باقي الأبيات تتحدث عن موضوعات غير مناسبة للغناء كحقوق الحيوانات.

وخالف فنان العرب توقع جماهيره أن تكون طويلة ومكبلهة على شاكلة (أنشودة المطر) قائلاً: لا، صعب لأن أنشودة المطر (من أولها حتى آخرها) تتحدث عن معاناة إنسان مر بتجارب كل الأيدلوجيات ثم عاد للفطرة السليمة التي فطره الله سبحانه وتعالى عليها، أما الطين - التي سترى النور قريباً بإذن الله - أو باقي الأبيات التي ذكرت أني لن أغنيها فهي تتحدث عن تعدي الإنسان على الجنس الأول الذي خلقه الله سبحانه وهو الحيوان.

وحول تنوع الألوان في الألبوم وهل كان مقصوداً؟ أجاب أبو عبد الرحمن: التنوع الجديد هو إدخالي للون الإماراتي، والتنوع دائماً موجود كما عهد الجمهور في ألبوماتي السابقة. وعن مدى صحة جاهزية أغنيات أخرى أُجّلت للألبوم للقادم، كشف فنان العرب قائلاً: إن ذلك صحيح وأجلّت لتشابه الألوان ومنعاً للتكرار. مشيراً إلى أنه قد لا يحتوي على فصيح لأن مشكلة الشعر الفصيح الحديث -كما يرى فنان العرب- ندرة الصور الشعرية الجديدة التي اعتمد عليها كثيراً في أغنياتي النبطية أيضاً.

وعن مدى صحة ما صرحت به رئيسة مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بأن محمد عبده سيشارك في دورته هذا العام، أوضح أن المفاوضات تجري منذ سنتين ووصلنا إلى مرحلة التواريخ لأن فعاليات المهرجان تبدأ في يونيو وتمتد لشهر كامل. لافتاً إلى أن المهرجان يهتم بالتراث وراوده من جميع أنحاء العالم ما يعد فرصة لتقديم الغناء المكي وألوان تراثية أخرى من الجزيرة العربية، لكن سأركز بالأساس على الغناء المكي وسأوزع لرواد المهرجان كتيباً تعريفياً بالغناء المكي مترجماً لعدة لغات.

وعلمت «الجزيرة» أن محمد عبده سيشارك في الليلة قبل الأخيرة للدورة الرابعة عشر لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة, التي ستنظم من 6 الى 14 يونيو المقبل على مسرح (باب المكينة) بفاس بتقديم أنشودات حجازية مع أوركسترا المغربي عبد الرحيم منتصر, الذي اعتاد العمل إلى جانب فنان العرب في العديد من التظاهرات العربية.

وفي المهرجان تلتقي موسيقى وثقافات العالم, في حوار حميمي, من خلال مجموعة من اللقاءات الفنية والفكرية والمعارض والورشات, التي سطرها المهرجان ضمن برنامج 2008, الذي يروم من ورائه دعم مبدأ التنوع والتوحد في آن واحد.

وكانت المديرة العامة لمؤسسة (روح فاس) فاطمة صديقي, أوضحت خلال مؤتمر صحفي خصص لتقديم البرنامج الفني للمهرجان, أن دورة 2008 تقدم الجديد من أجل المساهمة في التنمية الثقافية لمدينة فاس, التي تستعد للاحتفال بمرور 1200 سنة على تأسيسها.

يربط بعض المهتمين بين شهرة فاس دولياً، ومهرجان فاس للموسيقى العريقة, الذي تشرف على تنظيمه مؤسسة (روح فاس)، إذ جعل منها المهرجان مدينة الصداقة والتعايش لأنه استطاع استقطاب مفكرين من ديانات ومشارب مختلفة للنقاش في موضوعات ندوات (لقاءات فاس)، التي ولدت من رحم المهرجان، وسعت إلى تكريس الحوار بين الأديان.

يشار إلى أن مهرجان فاس للموسيقى العريقة، ولقاءات فاس, التي أنشئت على التوالي في 1994 و 2001, عرفت نجاحاً متزايداً. وبفضلهما اعتبرت هيئة الأمم المتحدة مهرجان فاس سنة 2001 من أهم التظاهرات التي ساهمت في ترسيخ حوار الحضارات بشكل ملحوظ. وبموازاة مع المهرجان تشكلت شبكة دولية مختصة في تقديم الدعم والقيام بدور الوسيط. كما تأسست في الولايات المتحدة الأميركية منظمة تحمل اسم (رسالة فاس) وهي تقدم في كل سنتين برنامج المهرجان وندوة فاس عبر عشرين مدينة أميركية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد