Al Jazirah NewsPaper Monday  07/04/2008 G Issue 12975
الأثنين 01 ربيع الثاني 1429   العدد  12975
المعاقون وإنسانية سلطان
منيف خضير

ولي العهد السعودي استحق بجدارة لقب أمير الإنسانية لأعماله الجليلة في هذا المجال الواسع. بالأمس وافق سموه الكريم على التوصيات التي توصلت إليها اللجنة المشتركة لدراسة مستوى الخدمات المقدمة للمعاقين الذين تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة التي تشمل البرامج التعليمية والصحية والتأهيلية وهذه الخدمات يحتاجها المعاقون ولسنا بصدد عرضها فقد نشرتها الصحف يوم أمس، ولكن ما يهمنا فعلاً هو التركيز على هذه الفئة التي تشعر بالعزلة أحياناً عن المجتمع لأن المجتمع لا يستطيع استيعابهم، فمثلاً أصحاب العوق السمعي لا توجد لهم وظائف معلنة في ديوان الخدمة المدنية رغم تأهيل أكثرهم، الذين تجاوزوا المرحلة الجامعية ولكن للأسف فالمجتمعات -حتى القديمة منها- لم تنصف هؤلاء الفئة، فكان أرسطو - على سبيل المثال - لا يرى تعليم المعاقين سمعياً، وأفلاطون أخرج المعاقين من مدينته الفاضلة، إضافة إلى بعض القوانين التي كان تستنها بعض الدول قديماً -كالقانون الإنجليزي- الذي يحرم هذه الفئة من الحقوق والواجبات المهمة. ولما جاء الإسلام حمل تباشير الفرح لهذه الفئة التي عاملها معاملة كريمة {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ}.. كمثال لإيجاد عذر شرعي لا يحرج هذه الفئات في المعارك وغيرها. ولقد استمر هذا النهج حتى الدولة السعودية الحديثة، وفئات المعاقين كغيرها من الفئات أنجبت المبدعين على مر العصور والأزمان، فالقائد موسى بن نصير كان أعرج، والأحنف بن قيس كذلك، والشاعر بشار بن برد كان أعمى، وبيتهوفن أشهر موسيقي عالمي كان أصم، ومحمد بن سيرين كان أصم أيضاً، أما طه حسين عميد الأدب العربي فقد كان أعمى.. وغيرهم الكثير. وسيكون منهم الكثير من المبدعين في القابل من الأيام.

أما موقف الأمير سلطان (أول أمير لمدينة الرياض في عهد والده) فهو امتداد لمواقفه التي حصل خلالها على العديد من الأوسمة والجوائز لأعماله الإنسانية الخالدية، ولقد أعجبتني فكرة إعطاء أولوية للمعاقين في التقديم على صندوق التنمية العقاري، وكم تمنيت لو أن الإعفاء من سداد هذا القرض للمعاقين قد تضمن التوصيات التي سبق الحديث عنها، وما دام خلف الإنسانية أمير مثل سلطان بن عبدالعزيز فلنا أن نتوقع الكثير لهذه الفئة الغالية، فلا خوف على المعاقين وغيرهم، فالخير قادم بإذن الله.



mk4004@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد