Al Jazirah NewsPaper Sunday  06/04/2008 G Issue 12974
الأحد 29 ربيع الأول 1429   العدد  12974
ابن عفيصان أصاب النيشان
(جمعية رجال الملك عبدالعزيز)

إنَّ في سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة؛ حيث كان يحفظ لأهل الفضل فضلهم، ولأهل السبق سبقهم، ومن ذلك أنه أوصى أمته بصحابته خيراً، بل تعدى ذلك للاحتفاء بأحفادهم، حيث دعا للأنصار قائلاً: (اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار)، وقال: (استوصوا بالأنصار خيراً، اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم)، وما ذاك إلا لما قدموه من صادق المناصرة، وعظيم التضحية فاستحقوا بذلك هذه المكانة..

بل كان ديننا الحنيف مضرب المثل في حفظ العهد وتقدير أهل القدر من الصادقين المخلصين في أوقات الشدة والكرب، فكان لأهل بدر - رضي الله عنهم أجمعين - المكانة في الإسلام إلى قيام الساعة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).

وفي اقتراح الأخ الأستاذ حمود بن متعب بن عفيصان حول إنشاء (جمعية رجال الملك عبدالعزيز) بالغ الأثر وعظيم القدر ليضيف هذا الباحث اللماح إلى إبداعاته مزيداً وإلى إنجازاته جديداً، ولا غرو؛ فهو من أحفاد الرجال الصادقين المخلصين، بل من أسرة لا تنجب إلا إخلاصاً وبطولة؛ حيث سبق أن اقترح تعميم مسمى (الخرج) ليشمل جميع المراكز التابعة للمحافظة، ويكون اسم (السيح) الاسم القديم على وسط المحافظة، وهذا الاقتراح لقي استحساناً وقبولاً من أمير المؤرخين والأدباء الأمير سلمان بن عبدالعزيز - أمير منطقة الرياض - فتم تفعيل الاقتراح، فسعدنا بذلك نحن أهل الخرج.

وها هو الكاتب نفسه يتحفنا - مجدداً - باقتراح إنشاء (جمعية رجال الملك عبدالعزيز) للعناية برجال مؤسس هذه البلاد التي عُرف قادتها بالوفاء للرجال المخلصين وتكريمهم والإشادة بمواقفهم، (وما تكريم الرواد الستين إلا خير شاهد وأكبر برهان).

ويؤكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذا المنهج ويترسم تلك الخطى في عبارات صادقة قالها في خطابه الذي ألقاه أمام الأمة في مجلس الشورى.

وإن كنت مضيفاً على الاقتراح فهو أن تشمل هذه الجمعية جميع رجال الدولة منذ دورها الأول، فالمتأمل في رجال الملك عبدالعزيز يجد أن أولئك الرجال ما هم إلا امتداد لأسلافهم الأوائل.. لتصبح بذلك هذه الجمعية مرجعاً معتمداً لكل الباحثين والزائرين والمطلعين عن تاريخ رجال الوطن على امتداد تاريخه, فيجد فيها الجميع بغيتهم من أخبار وسير وتضحيات هؤلاء الأبطال في سبيل إنشاء هذا الصرح المبارك الذي ننعم به اليوم، والذي تم بتوفيق الله ثم بتضحيتهم وبطولتهم خلف قادتهم, فشكر الله ثم معرفتهم والدعاء لهم لهو أقل الواجب، فهل نسعد بهذه الجمعية قريباً.. بكل التفاؤل إن شاء الله.

سعد الهزاني



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد