الجزيرة - عبد الله البديوي
قامت شركات (أسمنت تبوك) و(جازان للتنمية) وشركة (أسمنت الشرقية) بقص شريط الافتتاح لإفصاحات الشركات المدرجة في السوق السعودي لنتائجها المالية في الربع الأول من العام الحالي 2008، وقد جاء ذلك بعد أن دقت ساعة الصفر في أعقاب إعلان هذه الشركات في موقع تداول الرسمي عن نتائجها المالية التي جاءت لشركتي (تبوك) و(جازان) منخفضة عن مثيلتها في الربع الأول من العام الماضي بنسب تفاوتت بين الـ10% للأولى و42% للثانية، بينما حققت (أسمنت الشرقية) نمواً متوقعاً تجاوزت نسبته الـ16%، وأعلنت بذلك هذه الشركات البدء بشهر حافل سيتكفل بملء شاشة التداول بإعلانات متتابعة وافصاحات متفاوتة ستكون إيجابية للبعض وسلبية للبعض الآخر.
ويعتقد الكثير من المحللين أن إعلانات الشركات لنتائج الربع الأول هي أحد أهم الافصاحات التي تقوم بها الشركات، نظراً لأنها ستحدد وبشكل كبير مسيرة وتوجه أرباح الشركة خلال الأرباع الثلاثة المتبقية، مما يجعل هذه الافصاحات إحدى الركائز الأساسية التي يبنى عليها غالبية المستثمرين محافظهم الاستثمارية، وهي فرصة لإعادة ترتيبها بحسب هذه النتائج.
وهناك أهمية خاصة للنتائج الربعية هذه المرة نظراً لوجود أكثر من سبب سيجعل من ترقب النتائج الربعية هذه المرة مضاعفاً.
السبب الأول هو انتظار تأثير أزمة الرهن العقاري الأمريكية على قطاع المصارف، وهو القطاع الذي شارك بأكثر من 30% من الأرباح الصافية للسوق خلال العام الماضي، وعلى الرغم من التطمينات المتتالية من أروقة البنوك والتي تؤكد على عدم تأثرها بهذه الأزمة، إلا أن التأكيد النهائي سيظهر في نتائجها المالية الربعية، وخصوصا أن الأزمة التي واجهتها نتائج البنوك في العام الماضي والمتمثلة بانخفاض إيرادات الوساطة في السوق قد انتهت بشكل تقريبي نظراً لأن معدل التداولات في السوق خلال هذا الربع قريب من معدلاته في نفس الفترة من العام الماضي.
والسبب الثاني الذي يجعل من ترقب النتائج أمراً أكثر أهمية هذه المرة هو أزمة الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من الركود، والخوف من تأثير هذا الركود على نتائج الشركات التي تعتمد على التصدير للخارج، وخصوصا شركات القطاع البتروكيماوي الذي ساهم بأكثر من 38% من صافي أرباح شركات السوق في العام الماضي، ترقب السلبية الناتجة من الركود على نتائج القطاع سيقابله ترقب للإيجابية يتمثل في ارتفاع غالبية أسعار المنتجات البتروكيماوية والكيماوية خلال هذه الفترة مما يصنع رأياً متفائلاً باستمرارية نمو أرباح القطاع على الرغم من تراجع الاقتصاد الأمريكي نظراً لأن السوق الآسيوي يشكل أكبر الأسواق المستوردة لهذه الشركات.
والسبب الثالث في الأهمية التي تحتوي النتائج الربعية هي انتظار النتائج المالية للشركات الحديثة في قطاع التأمين (القطاع الجديد) وخصوصاً أن معظم مكونات القطاع من الشركات حديثة التأسيس التي ستفصح عن أول نتائجها التشغيلية خلال الربع الأول من هذا العام.