بيروت - دمشق - الوكالات
وقعت اشتباكات في ساعة متأخرة من ليل الجمعة السبت في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت بين أنصار المعارضة الشيعية وعناصر الجماعات السنية المنافسة لها التي تساند الحكومة اللبنانية، في وقت قالت فيه إسرائيل إن المناورات الكبرى في شمالها لا تستهدف الحكومة اللبنانية أو حزب الله، غير أن دمشق قالت إن رائحة الحرب تفوح مما تفعله إسرائيل. وبشأن اشتباكات بيروت قالت الشرطة اللبنانية إن طلقات البنادق الآلية سمعت عبر منطقة رأس النبع وإحدى المناطق الأخرى المجاورة، غير أنه لم يتوافر المزيد من التفاصيل حول تلك الاشتباكات. وأشارت وسائل الإعلام المحلية إلى أن أتباع حركة أمل الشيعية الموالين للمعارضة التي تتزعمها جماعة حزب الله اشتبكوا مع أنصار تيار المستقبل السني الذي يرأسه زعيم الأغلبية سعد الحريري. وقامت قوات الجيش اللبناني بتطويق منطقتي الاشتباكات وأغلقت الطرق الرئيسية فيهما.
وكان عدد من مناطق بيروت قد شهدت خلال الشهرين الماضيين اشتباكات مماثلة لتلك الاشتباكات..
ومن جانب آخر ذكرت صحيفة السفير اللبنانية الصادرة أمس السبت، استناداً إلى مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع في نيويورك، أن الجيش الإسرائيلي طلب من قيادة قوة حفظ السلام المؤقتة التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في الجنوب اللبناني، إبلاغ الحكومة اللبنانية بأن المناورة غير المسبوقة التي ستنفذ في إسرائيل غير موجهة ضد لبنان ولا ضد حزب الله، وأن المناورة ستكون داخلية ولن تشمل منطقة الحدود.
وقالت مصادر في اليونيفيل لصحيفة (السفير) إنه تم رصد حركة استنفار في صفوف حزب الله جنوب نهر الليطاني وشماله، كما في صفوف الجيش اللبناني، وتمت مراجعة الطرفين، وكان الجواب أن الاستنفار القائم هو عبارة عن إجراء روتيني اعتيادي ربطاً بالمناورة الإسرائيلية لا أكثر ولا أقل.
وأكدت مصادر عسكرية لبنانية بارزة ل(السفير) أن قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان طلب وضع جميع ألوية ووحدات الجيش المنتشرة في الجنوب في حالة استنفار قصوى اعتباراً من اليوم حتى انتهاء المناورة الإسرائيلية، وأعطى سليمان أوامر للعسكريين بوجوب التصدي لأي خرق إسرائيلي لل(الخط الأزرق)، وأي استهداف للمدنيين. وأكد مسؤول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق أن المقاومة تراقب جيداً المناورات العسكرية الإسرائيلية، واعتبر أن الجيش الإسرائيلي يحاول من خلال المناورة العسكرية الكبرى أن يرمم الثقة التي فقدها في هزيمة تموز 2006 ويستعيد المعنويات وثقة الشعب الإسرائيلي به.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة قد ناشد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللبناني التحلي باليقظة إزاء احتمال قيام إسرائيل بتحويل المناورة العسكرية المقررة من قبلها اليوم الأحد إلى فرصة لخرق السيادة اللبنانية.
من جانبها رأت صحيفة تشرين الحكومية السورية السبت أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين (تفوح منها رائحة الحرب)، مؤكدة أنه لو كانت إسرائيل جادة في سعيها إلى السلام لقبلت المبادرة العربية. وقالت الصحيفة إن (المسؤولين الإسرائيليين يخرجون بتصريحات تفوح منها رائحة البارود وتحفل بألفاظ وعبارات تدور جميعها حول كلمة واحدة (الحرب)؛ لأن الفكر الصهيوني هو النقيض الكامل للسلام). وأضافت الصحيفة (لو كانت إسرائيل جادة في حديثها عن السلام بين فترة وأخرى لما رفضوا مبادرة السلام العربية) التي اعتمدت في قمة بيروت (2002) (بالإجماع، واستندت إلى قرارات الشرعية الدولية).
وكان نائب رئيس الوزراء حاييم رامون صرح للإذاعة العامة الإسرائيلية الخميس بأن (إسرائيل لا تنوي مهاجمة سوريا، والأخيرة تؤكد فقط أنها على استعداد للرد. إذن فإن مخاطر نشوب نزاع عسكري ضئيلة جداً).