تمر جامعة الملك سعود بمرحلة كبيرة من التغيير والتطوير في هذا الوقت، والمتتبع لحركة الجامعة يرى العديد من النشاطات والفعاليات الأكاديمية والعلمية والاجتماعية والتي تهدف إلى رفع قيمة ومستوى الجامعة العلمي والأكاديمي والوصول بها إلى مصاف الجامعات المتقدمة عالمياً.

يتم ذلك بفضل جهود معالي الدكتور مدير الجامعة والفريق العامل معه ومن هذه الجهود الاتفاقات العلمية التي وقعت مع عدد من الجامعات والمؤسسات التعليمية العالمية وإنشاء كراسي للبحث العلمي ومنها كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية حيث تم تدشين هذا الكرسي يوم الثلاثاء 24-3 عندما تقوم الجامعة بتأسيس كرسي للصحافة الدولية بالتعاون مع صحيفة الجزيرة الموقرة فهذا يعني أن الجامعة بالإضافة إلى اهتمامها وعنايتها بالقضايا المحلية والشؤون الداخلية لا تغفل المعطيات والأحداث السياسية الدولية والقضايا العالمية المعاصرة والاتجاهات الحديثة في الإعلام الدولي وإدارة الجامعة تعلم أن للإعلام دورا نافذا وفعالا في توجيه سلوكيات واتجاهات الجماعات محليا ودوليا وهي بهذا تستغل هذا الجانب لتوجيه السلوكيات والاتجاهات لما يخدم المجتمع والوطن ويقدم صورة زاهية وواضحة للمجتمع الخارجي والدولي حول المملكة العربية السعودية ومؤسساتها العلمية والأكاديمية والبحثية. صحيفة الجزيرة رأت من جانبها قدرة جامعة الملك سعود على تبني وتنمية هذا الكرسي ودعمه وضمان استمراره بما يعود بالنفع على المؤسسة وعلى المجتمع الإعلامي بجميع كوادره وتفرعاته وتخصصاته، فمن الأهداف الاستراتيجية لبرنامج الكرسي دعم التوجه البحثي في مراكز البحث العلمي المحلية والعربية وإعداد البحوث العلمية السنوية حول الصحافة السعودية وتنشيط بيئة البحث العلمي بأقسام الاعلام في الجامعات السعودية والاستفادة من الخبرات الأكاديمية والمؤسسات والقيادات المهنية العالمية والعربية في تحقيق أهداف البرنامج البحثية والتدريبية.

ومن أنشطة ومشروعات الكرسي الندوة السنوية لكرسي صحيفة الجزيرة ومشروع المحاضرات وورش العمل ومشروع الدراسة السنوية عن الصحافة السعودية ومشروعات بحثية لأعضاء هيئة تدريس الصحافة والإعلام بالجامعات السعودية وبرنامج زيارات أستاذ الكرسي الدولي. ولهذا كله فقد تمت هذه الاتفاقية المباركة بإذن الله وتم تدشين كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية.

ومما يسر أن صحيفة الجزيرة أصبحت متواجدة في كل ركن وزاوية من جنبات وردهات مباني جامعة الملك سعود، وأصبحت في متناول الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس بل وأصبحت تصل لمنازل أعضاء هيئة التدريس في خطوة تطويرية موفقة فشكرا لمعالي الدكتور مدير الجامعة وشكرا للأستاذ رئيس تحرير صحيفة الجزيرة. ضمن برنامج تدشين كرسي الجزيرة للصحافة الدولية ألقى الدكتور كلوفيس مقصود محاضرة بعنوان (العرب إلى أين: مواجهة التحديات) تناول فيها الوضع العربي بشكل عام وقدم لمحة من خبراته الدولية المتراكمة وتناول الأوضاع الاجتماعية للمغتربين العرب في الولايات المتحدة. كلوفيس مقصود الذي يعمل حاليا أستاذاً للقانون الدولي في الجامعة الأمريكية في واشنطن ورئيس مركز دراسات عالم الجنوب في الجامعة الأمريكية وعضو المجموعة الاستشارية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ركز في محاضرته على ضرورة العمل العربي المشترك والموحد في الدفاع عن القضايا العربية وأهمية ذلك لأنها السبيل الأفضل لتحقيق المطالب العربية. واستعرض الدكتور مقصود بعضا من تجاربه في هذا الإطار فعندما كان مندوبا للجامعة العربية استطاع أن ينقل إحدى القضايا من الأمم المتحدة بنيويورك إلى جنيف واضطر المندوب الأمريكي للسفر إلى هناك عن طريق العمل العربي الموحد. وعندما تم قطع إمدادات النفط عن أوروبا والولايات المتحدة عام 1973م سألته المذيعة المعروفة باربارا والترز: (ألا تشعرون بالخجل وأنتم تقطعون إمدادات النفط وترون ما يتكبده المواطن الأمريكي من متاعب الوقوف في طوابير طويلة أمام محطات الوقود)، يقول الدكتور مقصود إنها كانت المرة الأولى التي يخرج فيها في وسائل الإعلام الأمريكي وإنه فكر للحظات ثم رد عليها قائلاً (أنا أقدم اعتذاري لكم ولكني أتمنى أن تقدموا اعتذاركم لنا مقابل الطوابير من الشعب الفلسطيني التي تصطف للحصول على رغيف خبز فقط) بالإضافة إلى ما يحصل لهم من تشريد وقتل واغتصاب للأراضي والممتلكات بسبب تأييد الإدارة الأمريكية لإسرائيل. مثل هذه المحاضرات والحوارات والمناقشات تحرك الفكر وتثير التساؤلات ومن الممكن أن تضع منهجيات وطرقاً لعمل فاعل وتوصل القضايا العادلة بشكل واضح ومباشر. هذه المحاضرة كانت باكورة إنتاج كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية. وفقنا الله لما يحب ويرضى وعلى الله الاتكال.