يعتبر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- امتدادا لوالد الجميع الملك عبدالعزيز- رحمه الله- ثم لإخوانه الذين تولوا المسؤولية الأولى وهم الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد- رحمهم الله- في مجال الإصلاح والتطوير والأخذ بيد بلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة، فالجميع يدرك الجهود والتضحيات التي بذلها الملك عبدالعزيز في سبيل توحيد بلادنا إلى أن أصبحت مملكة متحدة يشار إليها بالبنان، كما قام الملك عبدالعزيز في نهاية حكمه بإنشاء مجلس الوزراء سنة 1373هـ ومجلس الشورى وإصدار العديد من الأنظمة التي تنظم شئون الدولة، ومنها التعليمات الأساسية للدولة.
أما الملك سعود فقد ترأس أول جلسة لمجلس الوزراء بعد توليه الحكم سنة 1373هـ وقام بجولات لمناطق المملكة لكي يؤكد للمواطنين استمرارية نهج الملك عبدالعزيز، وأنه سوف يسير على هذا النهج ويعمل من أجل تحقيق خطط وأهداف الملك عبدالعزيز للرفع من مستوى الشعب السعودي وتقدم المملكة.
أما الملك فيصل فقد تولى الحكم سنة 1384هـ وقد عمل منذ توليه الحكم على توجهين أحدهما يتعلق بالإصلاح والتطوير الداخلي ويتجلى ذلك في خطط التنمية الشاملة وصناديق الإقراض التي بدأت في عهده وما تبع ذلك من طفرة اقتصادية، أما الاتجاه الثاني فيتعلق بجهوده في توحيد كلمة المسلمين وتضامنهم حيث قام بزيارات عديدة لمعظم الدول الإسلامية، وقد أسفر ذلك الجهد عن إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي تنتمي إليها سائر الدول الإسلامية، كما كان للملك فيصل جهود واضحة في حرب العرب مع إسرائيل سنة 1973م عندما أمر بوقف تصدير البترول وهو الأمر الذي ساهم في النصر الذي حققه العرب في تلك الحرب.
أما الملك خالد فقد شهد عهده تنفيذ مشاريع خطط التنمية الطموحة وما صاحب ذلك من طفرة اقتصادية كبيرة استفاد منها الشعب السعودي في الانتقال إلى حياة أكثر رفاهية.
وفي عهد الملك فهد استمر تنفيذ خطط التنمية كما تم إدخال توسعات في الحرم المكي والحرم المدني الشريفين، كما كان له جهود في المجال الخارجي حيث حقق نجاحاً في جمع القيادات اللبنانية الذين توصلوا إلى الاتفاق المعروف (اتفاق الطائف) الذي بموجبه تم وقف الحرب الأهلية في لبنان التي استمرت من سنة 1975م حتى 1989م ،كما نجح في الجمع بين العاهل المغربي الراحل الملك حسن الثاني والرئيس الجزائري الاسبق الشاذلي بن جديد وحل الخلافات بينهما.
وقد عرف الملك عبدالله- أمد الله في عمره- بحبه للإصلاح والانضباط في العمل منذ أن تولى مسؤولية الحرس الوطني سنة 1382هـ إلى تولي مسؤولية ولاية العهد، ثم بعد أن تولى مقاليد الحكم سنة 1426هت فقد كان يحث القيادات العليا والقيادات الادارية على الحرص على هذين الأمرين.
وقد حرص خادم الحرمين الشريفين- أيده الله- بعد توليه المسئولية الأولى في بلادنا على إيجاد محاور جديدة للإصلاح، ومن ذلك ما يلي:
* إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حيث عقدت عدة لقاءات في مختلف مناطق المملكة نوقشت فيها العديد من القضايا التي تهم المجتمع السعودي.
* فتح المجال للرأي الآخر لإبداء ملاحظاته بل وحتى نقده إذا كان هادفاً وصحيحاً وهو أمر يلاحظه الجميع في وسائل الإعلام المحلية المرئية والمسموعة والمقروءة.
* توسيع دائرة مشاركة المرأة في العمل الوطني، وبما لا يتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف وهو أمر مشاهد من حضور المواطنة السعودية للقاءات والندوات الهادفة.
* حث المسئولين على سرعة الإنجاز وتنفيذ المشروعات المتعلقة بإدارتهم.
* تدعيم وتطوير الاقتصاد الوطني بإنشاء المدن الاقتصادية في كثير من مناطق ورفع مستوى الميزانية العامة للدولة.
* التأكيد على متابعة أداء الموظفين وقصر المزايا المادية والترقيات على ذوي الكفاءة منهم.
أما على الصعيد الخارجي فقد حقق الملك عبدالله- وفقه الله- العديد من الإنجازات ومن ذلك ما يلي:
* قيامه بطرح مبادرة السلام بين الدول العربية وإسرائيل التي تدعو إلى انسحاب إسرائيل من بقية الأراضي العربية التي احتلتها سنة 1967م بما فيها مدينة القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى المبارك مقابل اعتراف العرب بها والتعايش معها.
* قيامه بزيارات عديدة للكثير من دول العالم الفاعلة من أجل تقوية علاقاتها في مختلف المجالات مع المملكة.
* لقاؤه مع بابا الفاتيكان من أجل تعزيز التقارب بين الأديان التي خرجت من منبع واحد.
* تبنيه لفكرة الدعوة لمؤتمر حول الارهاب الذي تم عقده في الرياض سنة 2008م.
* مبادرته- حفظه الله- للحوار بين الأديان السماوية الثلاثة الرئيسية الإسلام والمسيحية واليهودية التي حظيت بتأييد دولي.
* استمرار اهتمامه بالموروث الثقافي والاجتماعي ببلادنا عبر مهرجان الجنادرية السنوي.
حفظ الله قائد مسيرة بلادنا وسمو ولي عهده الأمين لما فيه خير بلادنا وخير الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.
Asunaidi@mcs.gov.sa