«الجزيرة» - سلطان الجعيثن
قال الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق: بأن التغيرات المناخية تنشط من حين لآخر ويشهد العالم في الوقت الحالي تغيرات حادة وغير مسبوقة في الطقس تجسد ذلك في كثرة الأعاصير العنيفة وارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة كما حصل من انخفاض درجة الحرارة على المملكة خلال الأسبوع المنصرم لدرجات غير مسبوقة.
وأضاف بأن الأبحاث الحديثة إشارة إلى ازدياد درجات الحرارة العامة للأرض خلال القرن الماضي بحوالي درجة واحدة، ودلت الدراسات الأخيرة التي شملت جميع مناطق المملكة خلال العقود الأربعة الماضية إلى وجود ازدياد في درجات الحرارة بمعدل قريبا من المعدل العالمي علاوة على وجود انخفاض حاد في درجات الحرارة أيضا.
وأشار عن وجود بعض الظواهر الجوية، ولعل آخرها عدم انخفاض درجة الحرارة لمعدلاتها الطبيعية في موسكو وفي معظم الدول، وغيرها من الظواهر الكثيرة لعل أبرزها ما حدث قبل عدة أعوام في ارتفاع منسوب نهر الدانوب وفيضانه، رغم أن هذا الفيضان حدث في بداية القرن العشرين الماضي، لكن الفيضان الأخير كان أشد من الذي حدث في بداية القرن العشرين، وهذا يعني ارتفاع منسوب مياه البحار.
والمملكة جزء من منظومة العالم التي طالتها يد التغير المناخي فحدثت ظواهر غير متوقعة كانخفاض درجات الحرارة إلى معدلات حرجة جدا في فصل الشتاء الماضي وهطول زخات برد كبيرة الحجم على مناح عدة وهجمات الغبار الكثيف كعاصفة القصيم الشهيرة التي غيرت النهار إلى ليل دامس والتي حدثت في عام 1427هـ وتحدثنا الدراسات التي أجريت على منطقة الخليج العربي لقياس التغيرات المناخية أن ارتفاع درجة الحرارة المتوقعة لهذه المنطقة هي في حدود 3 درجات مئوية حتى عام 2099م.
وقد اعتمد العلماء على أساليب عدة للوصول إلى الحقيقة حول التغيرات المناخية ومن أهم الوسائل المعتمدة على ذلك دراسة دورات النشاط الشمسي حيث اتضح وجود علاقة ما بين التغير المناخي والتغير في طول دورات نشاط البقع الشمسية.
ومن الأساليب الأخرى المستخدمة لدراسة الدورات المناخية، دراسة حلقات الأشجار المعمرة وقياس التركيز في طبقات الجليد وذلك لتقدير دورات التغير التي مرت على أجواء الكرة الأرضية خلال الحقب الغابرة، وقد تبين وجود دورات لهذا التغير من عشرات إلى مئات السنين.
