شبان يرتدون (الجينز) المشدود بالكاد في نهاية أعمدتهم الفقرية بأحزمة عريضة..
تكاد تصرخ في واحدهم.. (حاسب بنطلونك سيسقط)!
** تتدلى وتتناثر شعورهم الناعمة واللامعة على أكتفاهم.. وبعضها معقوص برباط وبعضها مرفوع مقدمتها بطوق ملون!!
** تنطلق من سماعاتهم الهاتفية وهم يجوبون المراكز التسويقية أو يقفون متجمهرين حول بواباتها زلازل وصواريخ من فئة (ناقتي يا ناقتي) وفئة (زميلني يا منيرة)..
** تترنح الهوية بين بنطال جينز وشعر معقوص وبين شعر شعبي مغرق بمحليته وصحراويته.. تتبدى لك خيالات هؤلاء الشبان ممزوجة بين جمر غضا وأضواء قاعة ديسكو تضيء وتنطفئ.. ومثلها هم.. بين ضوء وخفوت..
** يلهثون بين حاضر وقديم..
بين فضائيات تعبث بعروقهم.. تبث فيها نسخ البداوة.. بمذاق العولمة الحراق..
** علوم رجال.. على طريقة (2008)..
يصدح ناصر الفراعنة.. في هواتف الأطفال في مدارسهم وفي فصولهم الصغيرة..
ناقتي يا ناقتي.. لا رباع ولا سديس
وصليني لابتي من ورا هاك الطعوس
يتقاطع التناص فيها مع التاريخ والأسطورة والدين والجغرافيا.. في غياهب (زمليني يا منيرة) ويضيع صوت الأستاذ.. تضيع اللغة العربية.. والنحو المتقعد المعقد..
ينثال جيل.. يفتش عن هويته.. عماذا يريد.. وعن ماذا يراد له..
وتتوه المشاريع التي تتمأسس على إبقاء الهوية صامدة في وجه الرياح العاتية..
ولا يبقى منها إلا الفنادق الفخمة التي تعقد فيها والشبكات المصرفية الباهظة التي تذهب إلى حسابات الشركات المنظمة وبعض عمولات للجهات المنفذة..
ويبقى الشارع.. ممتلئاً بما ليس له علاقة بكل هذا الإنفاق وهذا السرف الكلامي والورقي.. حيث يبقى الجينز سيداً في الصحراء..
ويصدح الفراعنة مجلجلاً في زمن المكوكات الفضائية ناقتي.. يا ناقتي.. والهوية تدور في الرحى لا تدري إلى أين ينتهي بها هذا الدوران!!
fatemh2007@hotmail.com