ما هذه القصص المؤلمة التي نقرؤها، ونسمع عنها؟ ما الذي يحدث لنفوس بعض الناس وعقولهم؟ لماذا هذا الاتجاه المؤسف إلى العنف والقسوة داخل الأسرة؟ وبماذا نفسِّر هذا المسلك السيئ في إطار الأسر المسلمة الجدير بالتراحم والتعاطف والتآلف؟ |
ثم يرد بعد ذلك سؤال لا مناص منه: ما الفائدة المرجوة من تركيز الصحف على نشر كثير من قصص العنف الأسري، وكثير من أخبار الجرائم التي تحدث في بلادنا؟ وهل للرغبة في الترويج بالإثارة دور في ذلك؟ |
إنه لأمر غريب أن يقدم إنسان مسلم ذكراً كان أم أنثى على تعذيب ابنه أو بنته، أو طفل من أقاربه، أو يتيم تحت رعايته، والأغرب من ذلك أن يكون التعذيب وحشياً، وأن يكون القتل نتيجة له في بعض الحالات. |
من خلال الاستقراء عن بعض ما حدث مما نشرته بعض صحفنا تبين أن لشرب المسكرات، وتعاطي المخدرات، ومتابعة أفلام الرعب والجريمة دوراً بارزاً في وجود هذه الظواهر السيئة في بلادنا، وفي العالم أجمع، وأن الإنسان ليعجب لحرص بعض الصحف على نشر تلك الأحداث ورواية تلك القصص الدامية التي تحدث دون ذكر الأسباب التي دعت إلى حدوثها، ونحن نعلم أن تلك الجرائم التي تقع في نطاق الأسرة تحدث هزة في نفوس الناس، وتصيب بعضهم بالإحباط والشعور الدائم بالقلق، ولا شك أن متعاطي المخدرات إذا ارتكب جريمة عنف من أي درجة كانت، يختلف عن الإنسان السوي المرتكب لتلك الجريمة مع أن أثر الجريمة السيئ حاصل في الحالتين. |
هنالك مشكلة كبيرة في نفوس الناس جعلتهم يستصغرون ما كانوا يستعظمون من المخالفات، ويستهينون بما لا يصح أن يستهان به من مظاهر الانحراف والخطأ، والخروج عن الطريق المستقيم، وسبب تلك المشكلة البعد عن منهج الله الحق، وضعف الالتزام بأوامر الشرع، وكثرة التكالب على الدنيا، والتنافس فيها، والاستهانة بالآثار السيئة التي تتركها المواد الإعلامية المشحونة بالرذيلة والمعصية والفسوق، لقد أشعل ذلك كله شهوات الناس وشبهاتهم وباعد بين قلوبهم، وصرفهم عن مراقبة الله والخوف منه، فكانت النتيجة هذا العنف المنتشر في مجتمعاتنا المسلمة، وهذه القطيعة النكدة بين الناس وبين مبادئ دينهم، وتعاليم شرعهم، وأخلاق نبيهم وسلفهم الصالح. |
يا أهل هذا البلد المبارك إننا جميعاً بأمسّ الحاجة إلى مراجعة طرائق حياتنا مراجعة واعية منصفة على ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إن الأمر لا يحتمل التأجيل. |
|
ومن ذا الذي يبني على الموج داره |
ويبني على كف الهواء له صرحا؟ |
|