«الجزيرة» - عبدالله البديوي - عبدالله الحصان

يشهد اليوم إشراق فجر جديد على سوق الأسهم السعودية، مكتسياً حلة ستغير ملامحه بشكل واضح، وذلك بعد أن اختارت هيئة السوق المالية هذا (اليوم) ليكون موعداً لإحداث أكبر تغيير يشهده السوق منذ إنشائه على صعيد هيكلته العامة وطريقة احتساب المؤشرات.ومع ضربة البداية يفقد المؤشر قرابة 200 نقطة من قيمته مع افتتاح تداولات اليوم وهي القيمة الحقيقية للمؤشر الحر بناء على قيمة الأساس التي احتسبتها تداول ابتداء من مطلع 2007م، وإذا ما تم قياس الفارق بين التغيرات التي أحدثها المؤشر القديم والمؤشر الجديد (الحر) يتبين أن الأول اكتسب حوالي 200 نقطة زيادة على المؤشر الحر وهي النقاط التي سيتنازل عنها المؤشر اليوم وعليه ستبدأ جميع مؤشرات القطاعات الجديدة عند نقطة ال5000، وهي تمثل نقطة الأساس لتلك المؤشرات.

وبالرغم من المخاوف الكبيرة من الهيكل الجديد والتي تأتي متزامنة مع المسار الهابط الذي سجله المؤشر خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إلا أن التوقعات تشير إلى أن السوق بشكله الجديد سيكون قادرا على جذب سيولة استثمارية حقيقية، وذلك نظرا لأن هذه التغيرات الهيكلية تهدف إلى تحقيق مشاركات حقيقية ومعنوية من قبل المؤسسات والأجانب وبطريقة تسهم في توزيع الخطر على أكبر عدد ممكن من المساهمين، مما يساعد في تحقيق الثقل المطلوب للسوق ومؤشره والنأي به بعيدا عن مشكلات مثل المزاجية والاحتكار والاستحواذ والتجمعات والتي ألقت بظلالها على أدائه في الفترة الماضية.من جهته رحب الخبير المالي الدكتور سعيد الهاجري بهذه الخطوة واصفا إياها ب(الدواء) لكثير من مشاكل السوق .

وقال: كان لا بد من هذا الإجراء لقياس السوق بالصورة الصحيحة، فقد كان المؤشر يرتفع ويهبط بفضل شركات لا يمكن تداول معظم أسهمها مما أعطى انطباعا غير صادق على قيمة المؤشر والتغيرات التي تطرأ عليه .