Al Jazirah NewsPaper Friday  04/04/2008 G Issue 12972
الجمعة 27 ربيع الأول 1429   العدد  12972
عش يومك سعيداً(3-3)
خالد عبدالعزيز الحماد

كما ذكرت فيما سبق أن تفكيرنا هو الذي يحدد وضعنا ويرسم حياتنا اليومية ونظرتنا الصحيحة للحياة والعالم من حولنا.. هو نتيجة تفكير إيجابي وفكرة ناضجة سليمة تتركز في داخلنا، وإذا أردنا أن نسعد في هذا اليوم فلا بد أن نستقبله استقبالاً صحيحاً ينسجم مع الإبداع والنظام المتقن في خلقنا ومع الحياة الكونية البديعة في صنعها وانتظامها، وديننا الذي علمنا كيف نتعلم وكيف نفكر ونتعامل مع الحياة والأحداث من حولنا وجعل لنا قدوة حسنة أي نموذجاً فاضلاً نتبعه ونجاهد أنفسنا على اتباعه - صلى الله عليه وسلم - والتخلق بأخلاقه؛ حتى لا نضل ولا نحيد عن الطريق، وحتى نسعد في آخرتنا وأولانا. أما كيف تستقبل صباحك فهو يبدأ من أول خاطرة أو فكرة تهجم عليك أثناء تنبهك واستيقاظك من نومك وهي بمنزلة اللبنة الأولى التي ستشيد عليها بناءك الإيجابي الهادئ المطمئن، وأيضاً هي شبيهة بأول قشة يحملها العصفور؛ ليبني فيها عشه؛ فهذه الفكرة لا بد أن تكون إيجابية هادفة توحي بأنك ناجح، وتذكرك بتميز حققته أو برحلة سعيدة أو بموقف مفرح، واحذر أن تسمح لخاطرة سلبية توحي بأنك فاشل وغير سعيد وأنك مريض أو محسود أو مسحور أو فيك كذا وكذا.. إلخ؛ فتفتح على نفسك باباً شاسعاً لعبث الشيطان. وبعد أن توفق إلى فكرة هادفة تستقبل بها يومك استدني الورقة والقلم مرة أخرى ودوّن كل نجاحاتك وتميزك الشخصي وجوانب الإيجاب في شخصيتك وحدد لك هدفاً وعملاً مثمراً تمارسه بحيوية ونشاط يشغل وقتك ويذيقك طعم الإنتاج.. ورسم الأهداف ولذة إنجازها هي صميمية في سعادتك اليومية، لكن ليس الحديث عنها الآن؛ لأننا أمام محاولة لتصحيح التفكير.

واحرص في هذا اليوم على أن تعزل نفسك عن المجالس السلبية التي تضعف طاقتك وتسلبك الإيجاب وتجعل معنوياتك تهبط وتتدنى، وكن حاضراً في المجالس المفعمة بالحيوية والفاعلية والتفاؤل والإيجاب التي تشحن طاقتك وترفع معنوياتك وتجعل نفسيتك في أوجها، واحذر كذلك من سماع الأخبار السيئة ومتابعة المشاهد المحزنة والجلوس أمام الشاشة طويلاً؛ لأن هذه المشاهد تؤثر فيك وتضعف حيويتك ونشاطك وتسلب طاقتك وأنت لا تعلم؛ فيومك لابد أن يركز على كل شيء إيجابي، وإن مررت بموقف أو سمعت خبراً سلبياً فلا تدخل في تفاصيله وارحل عنه سريعاً. لعلي أقف مضطراً هنا حتى لا يطول كلامنا، وانتظرني في المقالة القادمة؛ فسأحدثك عن الأفكار السلبية التي تشوش عليك يومك وكيف تجعلها تعمل لصالحك.

سطور أخيرة:

الأمر ليس بالهين وتدريب التفكير على ترك السلب ونقله إلى الإيجاب يحتاج إلى جهد وعزيمة وعدم استسلام وهو صعب مرهق في البداية لكنه لذيذ المذاق في النهاية.



Alhamada1427@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد