Al Jazirah NewsPaper Friday  04/04/2008 G Issue 12972
الجمعة 27 ربيع الأول 1429   العدد  12972
نعمة يجدر بنا ألا نفقدها!
سعود عبدالله الهويريني - الرياض

لم يكن العمل الأمني بالأمس القريب يمثل مشكلة تذكر لدينا، فالجرائم محدودة العدد، والجريمة سهلة الانكشاف، وكان العمل الأمني موحدا ويسير حسب خطط ثابتة وموحدة، لا تهتم بالتوقيت، حيث تنتهي المهمة في وقت حدد، مكسب واضح، وخسائر لا تذكر، وكان التطور الأمني يتفوق على جميع الأخطار المحيطة بنا وبمجتمعنا.

ومنذ أكثر من عقد من الزمن والخطر يزداد والمشكلات بدت تطفو على السطح ابتداء من جرائم الإرهاب ومرورا بالجرائم المتنوعة التي تبدع بها العمالة الوافدة التي تنخر بها في وطننا، وانتهاء بخطف الأطفال من المستشفيات الذي كلنا صعقنا بها من خلال ما قرأنا في الصحف.

وقد تكون هذه الجرائم موجودة في كل دول العالم إذا لم نكن نحن الأقل منهم، ولكن قد نكون الأقل في كيفية التصدي لها والتعامل مع مشكلاتنا الأمنية من خلال عدم إيجاد حلول جدية لها مما يخلق لدى الآخرين أجواء ضبابية حول موضع أمن الفرد والمجتمع لدينا في المملكة مما قد يعرقل المشاريع التنموية والتطويرية التي نشهدها في بلادنا.

يقول وزير الدفاع الأمريكي في عهد الرئيس كنيدي روبرت ماكنمارا (إن الأمن يعني التنمية، فالأمن ليس هو تراكم السلاح بالرغم من أن ذلك قد يكون جزءا منه، والأمن ليس هو القوة العسكرية بالرغم من أنه قد يشتمل عليها والأمن ليس هو النشاط العسكري التقليدي بالرغم من أنه قد يحتوي عليه، إن الأمن هو التنمية، وبدون التنمية فلا محل للحديث عن الأمن).

إن نعمة الأمن في الأوطان لا يوازيها نعمة، ولا يمكن أن تتحقق الحياة البشرية إلا بها؛ بل إن الله قدم نعمة الأمن في آيات كريمات وجعلها من أعظم وأجل ما يمتن بها على عباده في قوله عز وجل: {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} فكما لا يتصور أن يحيا الإنسان ويعيش بغير طعام ولا سقاء فكذلك الحال بالنسبة للأمن.

فالأمن لا يصنف كأمن جنائي فقط فهو رأس الهرم فإذا انعدم هذا الأساس لاحقه الأمان الاجتماعي والأسري والنفسي والفكري أيضا فما أصعب من الشعور بعدم الأمان.. فهو يوازي شعورا الفقر والجوع إذا لم يتجاوزه!

ولا يجب أن نغفل عن المشاكل التي قد تؤدي إلى انخفاض مستوى الأمان والطمأنينة في مجتمعنا فالفقر والبطالة وسوء الأوضاع الاقتصادية قد تكون سببا رئيسيا ومباشرا في انخفاض مستوى الأمان التي هي مصدر فخر واعتزاز في بلادنا.

لقد انتشرت في بلادنا بعض العصابات التي تقوم بأسلوب الجرائم المنظمة سواء خطفا أو سرقة أو دعارة أو ترويج ممنوعات وتشرف عليها عمالة وافدة وأشخاص عديمو الإنسانية لم يقدروا حرمة هذا البلد وفضله عليهم.. فإن لم نواجهها بمكافحتها من خلال وجود فرق أمنية متخصصة في مكافحة جميع أنواع الجريمة المنظمة والفردية وعدم الاقتصار علي فرق محددة أمام هذه البؤر المنتشرة في مدننا وأحيائنا.. وتطبيق شرع الله فيمن اقترف هذه الجرائم بحق أنفسهم ووطنهم قبل غيرهم.. والتعامل معها بحزم.



Saud969@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد