Al Jazirah NewsPaper Friday  04/04/2008 G Issue 12972
الجمعة 27 ربيع الأول 1429   العدد  12972
الصحافة عشق
عبدالعزيز بن صالح الدباسي - الشؤون الاجتماعية - بريدة

عندما تكون الصحافة عشقاً يتجلى الإبداع وتتضح العطاءات وتظهر القدرات المتميزة والمواهب الفذة لدى الصحفي سواء في مقاله أو في خبره أو في انفراداته، بل وحتى في لقاءاته الميدانية وتحقيقاته فليس كل من ظهر اسمه في الصحف يستحق أن يطلق عليه لقب (صحفي)؛ لأن هناك العشرات ممن تقرأ أسماءهم في صحفنا اليومية يعتبرون عالة على الوسط الصحفي، ووجودهم إما (مجاملة) أو بسبب (الواسطة) ولكنهم سرعان ما ينتهون لانتهاء السبب الذي أدى إلى التحاقهم بالصحافة؛ فمن يدخل الصحافة حباً في المادة لابد وأن ينتهي لأنها مهما أعطت من المرتبات الضخمة لا تدوم، فالمهم العطاء المقابل لتلك المرتبات!! ومن يدخل من أجل الشهرة والأضواء فإنه سيتلاشى لأن الصحافة تريد من يحترق حباً في الصحافة ويضحي بوقته وجهده، بل وأحياناً يدفع من (ماله) لأجل إنجاز عمل صحفي متميز. إن الصحافة عشق جميل لمن يهواها ويتلذذ بها مهما عانى وكابد من العقبات، وهي فن راقٍ لمن يجيد العوم في هذا المحيط المتلاطم الأمواج، كثيرون هم الذين يجلسون في مكاتب الصحف، ولكن هل كلهم يستحقون لقب (صحفيين)؟ بالطبع لا. لا، من يعتمد على الفاكسات ليس صحفياً!!! ولقد قرأت للأستاذ طلعت همام في مؤلفه (مائة سؤال عن التحرير الصحفي) قوله: علاقاته مع مصادره الحية وقدرته على حسن اختيارها والتعامل اللبق مع هذه المصادر، ولاشك أن معرفة الناس فن، والتحدث معهم فن، وقدرتنا على الانصات إليهم فن، وهذه الفنون جميعها لابد أن يدركها كل محرر يريد لنفسه النجاح في مهنة الصحافة، ويسعى إلى الوصول إلى التفوق فيها والنبوغ في معاملة وسائلها) انتهى. هل يعي صحفيو الفاكسات هذا الكلام ويتواضعون وينزلون إلى الميدان بأقلامهم وكاميراتهم وأجهزة التسجيل؟ فهذه هي الصحافة الحقة واسألوا من أمضى عشرين سنة من عمره في الصحافة امتهاناً وعشقاً وتحقيق ذات.








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد