ظهور وبروز الشعيرات الدموية المتوسعة الدقيقة في منطقة الوجه والتي يطلق عليها FACIAL TELANGIECTASIA تزعج وتؤرق الكثير وبشكل عام تظهر هذه الشعيرات على شكل خطوط حمراء دقيقة في منطقة الوجه وعلى الخصوص الوجنتين والأنف.
وأسباب ظهور هذه الشعيرات متعددة، ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن أسبابها ولكن سنتناول طرق علاجها. فعند التطرق لعلاج هذه الشعيرات المتوسعة الدقيقة فنحن في الحقيقية نتحدث عن الليزر كعلاج أساسي وفاعل لهذه الظاهرة. وعلاجها بالليزر يتم بطرق متعددة ومختلفة تتحدد بطبيعة هذه الشعيرات من حيث العمق والحجم والمكان المتأثر ويتطلب ذلك معرفة بطبيعة وآلية عمل الليزر والنتيجة المرجوة والمتوقعة من ذلك.
وسنتناول هنا بعض هذه الأنواع من الليزر:
العلاج بالليزر
الليزر الوعائي الوميضي PULSED DYE LASER: ويعد هذا الليزر أحد الأنواع المستخدمة لعلاج الشعيرات المتوسعة بالوجه والمصحوب بنتائج مرضية في كثير من الأحيان خاصة منطقة الوجنتين. وقد طرأ تحديث لهذا الليزر بحيث أصبح بالامكان علاج هذه الظاهرة دون إحداث أثر إحمراري PURPURA أو حدوثه بشكل بسيط.
الليزر الوعائي:KTP
ويعتبر هذا النوع من أكثر الأجهزة رواجا لعلاج هذه المشكلة خاصة لدى البشرة الفاتحة؛ حيث لا يحدث أثر احمراري ونتائجة ملحوظة بشكل سريع على أنه يجب اتخاذ الحيطة عند استخدامه على البشرة الداكنة.
ليزر ال ND:YAG:
وقد شهد هذا الليزر من نوع طويل الومضة مؤخرا استخداما متعدداً لحل مشكلة الشعيرات الدموية المتوسعة في الوجه وترتب على ذلك نتائج جيدة لإخفاء هذه الشعيرات مما أتاح الفرصة لخيارات علاجية مختلفة خاصة لبعض الانواع الممانعة. ويحتاج هذا الليزر لدراية بالمعايير الملائمة لعلاج هذه الشعيرات الدقيقة حتى يتسنى تحقيق أفضل النتائج.
واستكمالا للخيارات العلاجية المتاحة فقد تم استخدام العلاج بالضوء IPL لعلاج مشكلة شعيرات الوجه وتكللت هذه المحاولات العلاجية بالنجاح مما أتاح فرصة العلاج بطرق وتقنيات جديدة بالاضافة لليزر.
كما يمكن في أحيان معينة الجمع بين أكثر من طريقة علاجية لتحقيق أفضل النتائج.
الشعيرات الدموية المتوسعة بالأنف
تشكل هذه الظاهرة مشكلة لدى الكثير ممن يعانون منها. ويكمن ذلك في ممانعتها للعلاج في احيان متعددة، وبتوفر الخيارات العلاجية التي ذكرت آنفا واختيار جهاز الليزر المناسب لكل حالة أصبح علاج هذه المشكلة ممكنا وبشكل مرض لاسيما عندما يكون العلاج مركزا ومتتابعا.
داء الوردية
ولا يمكن الحديث عن الشعيرات الدموية المتوسعة في الوجه دون التطرق إلى (داء الودرية) والذي يعرف ب ROSACEA. والوردية عبارة عن مشكلة جلدية مزمنة تظهر في منطقة الوجه بمراحل مختلفة والتي منها المرحلة الإحمرارية والتي قد تكون مصحوبة بحبوب جلدية تشبه حب الشباب.
وهذه المرحلة تتميز بوجود شعيرات دموية متوسعة مما يعني حاجتها واستجابتها للعلاج بالليزر الوعائي. وحقيقة الأمر أن علاج الليزر لهذه الحالة الجلدية أظهر نتائج مرضية، ولكن هناك حاجة لعلاج متواصل للحفاظ على هذه النتائج. كما أثبتت الدراسات فاعلية العلاج بالضوء لهذه المشكلة الجلدية أيضاً.
وبهذا يتضح أن علاج الشعيرات المتوسعة الدقيقة للوجه أصبح ممكنا عن طريق الليزر وبأساليب علاجية مختلفة ومتعددة تتطلب المعرفة بطبيعة هذه الشعيرات والدراية بأفضل انواع الليزر ملاءمة مع اختيار المعايير المناسبة حتى تتحقق أفضل النتائج المرجوة وبأقل عناء ممكن.
د. محمد بن عبدالله الشيحة
استشاري طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر