انتقد عدد من أعضاء مجلس الشورى في جلسة الأسبوع الماضي أداء الرئاسة العامة لرعاية الشباب في بعض الجوانب نقداً موضوعياً على أسس علمية خلال مناقشة التقرير السنوي الذي أعدته لجنة الشئون الاجتماعية والشباب في مجلس الشورى، وهو امتداد لنقاشات دورية شملت كل قطاعات الدولة بالنقد الموضوعي كحق دستوري للمجلس.
وطرح الأعضاء قضايا رياضية جادة تستحق النقاش؛ مثل الخصخصة والاحتراف والتعصب وضخامة الوفود الرياضية السعودية مقابل تواضع النتائج وصرف مبالغ طائلة على اللاعبين الأجانب غير المؤهلين فيناً، وتساءل أحد الأعضاء عن سبب تأخير تنفيذ استادي جدة والدمام، كما تم استعراض مشاكل الأندية الناتجة عن ضبابية لوائح الاحتراف، وكان أكثر الطروحات جرأة ومنطقية انتقاد أحد الأعضاء لتقرير الرئاسة العامة لرعاية الشباب باعتباره افتقد وخلا من المعلومات الأساسية فيما يتعلق بالميزانيات والقوائم المالية (خاصة بند التشغيل والصيانة).
وتساءل: لماذا حيدت هذه الأرقام؟! كما انتقد خلو التقرير من معلومات عن القوى البشرية والوظائف الشاغرة!!.
وأوصت اللجنة بدعم طلب رعاية الشباب فتح المزيد من الأندية في مناطق المملكة، ولست هنا للمصادقة على صواب الانتقادات، ولكن للإشادة بهذا النوع من الطرح وبهذا المستوى من النقد من قبل الجهة الموكلة بدفع عجلة الإصلاح في كل مؤسسات الدولة.
وفي نفس الوقت أتساءل بمرارة عن غياب الإعلام الرياضي عن تغطية نقاش رياضي تحت قبة الشورى، وأين المشاركة في الرأي من خلال التعليقات الموضوعية والتحليل والتغطية؟
أفلا يدرك إعلامنا الرياضي أن جلسات الشورى هي أسرع الطرق للوصول لصانع القرار والمساهمة في تعزيز وتطوير مستقبل الرياضة السعودية!
فلقد شعرت بخجل كبير من تجاهل الإعلام الرياضي لهذا الحدث الهام، وحاولت التماس العذر فقد تكون الجلسة مغلقة وبادرت بالاتصال بمسئول الإعلام والنشر بمجلس الشورى الأستاذ عمرو الماضي، فأكد لي أن الجلسة مفتوحة للإعلاميين وأن مندوبي وسائل الإعلام كانوا حاضرين!! فسقطت الأعذار وازددت عجباً حين قرأت بعض التعليقات الصحفية التي تجاهلت حزمة المواضيع الهامة، وآخرون أظهروا انتقائية شديدة في التعليق على ملاحظات الشورى؛ حيث تجاهلوا مسألة القوائم المالية وميزانية التشغيل والصيانة باستثناء كاتب واحد وهو الاستاذ خلف ملفي.
وأستطيع القول إن الإعلام الرياضي رسب في اختبار مادة الشورى؟
ولأكون أكثر صراحة.. أسأل كيف سيكون شكل ومستوى التغطية الإعلامية لو أن الجلسة كانت مخصصة لاستعراض منجزات رعاية الشباب؟
أجيب - على مسئوليتي الشخصية - أن التغطية ستكون مختلفة تماماً! فلا أعتقد أن مناقشة قضايانا الرياضية تحت قبة الشورى أقل أهمية من استقبال لاعب أجنبي مغمور في المطار، أو تغطية إصابة آخر أو التجمهر الإعلامي لتغطية توقيع عقد احترافي للاعب.
ولمن يوافقني الرأي في أهمية وحيوية الموضوع فإنني أخبره بأن لمجلس الشورى جلسة أخرى لاستكمال نقاشات قضايانا الرياضية خلال الأسابيع القادمة، فهذه الجلسات ستشكل مادة دسمة للإعلام الرياضي وإضافة فكرية، ولن تخلو من الإثارة الإعلامية الموضوعية إذا تم تغطيتها من قبل إعلاميين واعين ومتمرسين يبحثون عن المصلحة العامة دون مجاملة لأي طرف كان، ويكون الحق لديهم أحب مما سواه.
إلى قناتنا الرياضية
بالنسبة للتلفزيون تعتبر جلسات الشورى التي تغطي مواضيع رياضية عبارة عن حوار عقلاني ونقاش مسئول وحيادي دون مجاملة، ودون سلطة من أحد، ولأن عرضها تلفزيونياً سيوسع دائرة المشاركة والاطلاع، فإنني أقترح على قناتنا الرياضية أن تخصص حلقات عن الجلسة القادمة التي تستكمل فيها نقاشات الشأن الرياضي مع استضافة بعض أعضاء المجلس ومسئولي رعاية الشباب ومناقشة آرائهم إعلامياً وتوجيه أسئلة تعبر عن رأي الشارع الرياضي وتناقش أوجه الاختلاف والاتفاق مع كل ما طرح، فهذه النقاشات تعبر عن الرأي الرياضي الحر والنزيه، ومشاركة الإعلام في هذه النقاشات مسئولية الكبار من قادة الفكر الرياضي، ولمعرفتي التامة بالفكر النير لربان القناة الرياضية الأستاذ عادل عصام الدين، فإنني أراهن على أن إشرافه على التغطية التلفزيونية لهذا الحدث سيغير مفاهيم كثيرة للأفضل، وسيحقق مكاسب للفكر الرياضي ومكاسب أخرى لمجلس الشورى، وسيعزز موقعه كمنبر ديمقراطي في وجدان الشباب يلامس حاجاتهم واهتماماتهم وسيعطي مسئولي رعاية الشباب فرصة مخاطبة الرأي العام لتوضيح رأيهم تجاه هذه الملاحظات؛ مما يساعد في تحقيق الأهداف التي تسعى الرعاية لتحقيقها.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9705 ثم أرسلها إلى الكود 82244
nizar595@hotmail.com