«الجزيرة» - الرياض
تستضيف المنظمة الدولية للعلوم والتربية والثقافة (يونيسكو) معرض الصور الفوتوغرافية (السعودية) في باريس، والذي تقيمه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، بالاشتراك مع مندوبية المملكة العربية السعودية في اليونسكو اعتباراً من يوم الاثنين 23 ربيع الأول1429هـ - لمدة أسبوعين، بمناسبة إقامة اليوم الحواري..(الترجمة.. وسيلة تعارف).
ويشتمل المعرض على مجموعة متميزة من الصور الفوتوغرافية التاريخية القديمة التي ترصد ملامح المملكة العربية السعودية قبل مرحلة التحديث، وتقتنيها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وهي مجموعة مختارة من الكتابين اللذين كان قد وضعهما المصور البرازيلي العالمي همبرتو داسيلفيرا عن منطقة( نجد) وعن (البدو).
الفترة الزمنية التي التقطت فيها هذه الصور كانت فترة تغيّر اقتصادي واجتماعي داخل المملكة العربية السعودية لم يحدث مثلها في بلاد أخرى؛ فالتصنيع وحركة التنمية الوطنية الشاملة التي صاحبت ذلك، غيّرت من المنظومة البيئية السابقة للبلاد بشكل مستمر؛ ما جعل هذه الحركة العمرانية والحضرية الواسعة تؤثّر على صور الحياة الواقعة في نطاقها بشكل سريع إلى حد ما؛ وكان من نتيجة ذلك أيضاً أن تأثرت الصور الفوتوغرافية التي التقطها المصور داسلفيرا لمنطقة نجد ولبدو المملكة كافة..
على نحو جعل ملامح التحديث والتطوير التنموي تظهر على صفحاتها الدقيقة.
والمشاهد عندما يلقي نظرة على هذه المجموعة، سوف يجد الصور الفوتوغرافية لصحراء نجد، تقدّم عرضا سخيا لجوانب متنوعة مما يقابله الإنسان في هذه المنطقة الشاسعة المعروفة عن الأجيال المبكرة باسم صحراء الجزيرة العربية، كما تشتمل المجموعة على صور فوتوغرافية تضم نقوشا صخرية بمدينة جوبا في القطاع الشمالي لنجد، التي تعد واحدة من المواقع الأثرية الغنية في هذا الإقليم؛ حيث إنها تحدد لنا على نحو تقريبي تاريخ بداية أول إقامة للإنسان في الجزيرة العربية في منتصف العصر الحجري القديم (ما بين 80 - 40 ألف سنة قبل الميلاد)، كما تضم المجموعة صورا للتكوينات الصخرية في صحراء نجد كما في أماكن أخرى، مثل : العلا، وضليع رشيد، جبل ياطب، وكذلك في منطقة حائل.
يذكر أن المشاهد لذاكرة الكاميرا في هذه المجموعة من الصور؛ يجد نفسه فجأة يسير في أروقة التاريخ المرئي لهذه البلاد في فترات مبكرة، ربما لا تسعفه ذاكرة التاريخ بذكر أي توثيق مهم عنها؛ ولذلك كان حرص مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض على اقتنائها وإقامة معرض لها بين الفينة والأخرى؛ لإتاحة محتوياته للمهتمين بتاريخ هذه البلاد من العالم أجمع استكمالاً لما حصّلوه وعرفوه من التاريخ المكتوب والمطبوع.