كتب - فهد السبيعي
جواد العلي صاحب العمر الفني الذي تجاوز الثمان سنوات وثمانية أعمال فنية محورية وفنان له حس جميل ومرهف وصوت جميل أخذ حصة لا بأس بها من المعجبين والمحبين لأعماله، بالإضافة إلى نصيب لا يقل حجما من النقاد والمحاربين له. ولأنني لست بصدد إعداد مقال تعريفي بفنان لا يحتاج لمثل هذا الأمر فإنني أود أن أقف برهة عند عمله الأخير (في هذا الزمن) وبشكل مباشر، فحينما تفتش في هذا العمل ستجد أعمالاً جميلة لا يشوبها إلا العلي نفسه كونه مازال يحاول تكرار نفسه في بعض الأعمال المهمة والمميزة في مسيرته والتي من المفترض أن لا تزيد الفنان إلا البحث عن الأجمل دون الوقوع في التكرارية، وهو ما يجعل المستمع يعيش لحظاتها بشيء من الفتور والابتعاد.
وهذا لا يعني بطبيعة الحال خلو العمل من بعض الأغاني الجميلة كأغنيتي (عاشق) و(مالك أمل) خاصة الأخيرة التي يؤكد جواد العلي من خلالها امتلاكه لمقومات صوتية لم تأخذ حقها في الوجود.
لو سئلت عن سبب النقد والهجوم المتتالي على الفنان جواد العلي ومنتقديه لأكدت أن السبب يعود إلى جواد بنفسه الذي مازال يكرر أخطاءه في الرد على هذا الهجوم من خلال الإعلام والصحافة بالذات، بالإضافة إلى افتقاده روح الحوار والإقناع مع العديد من المقربين له التي تحتاج إلى الكثير من الدراية.
ولو حاول المستمع التركيز على أعمال وصوت الفنان (أيّ فنان) وترك الأمور الشخصية لأصحابها لخلا النقد الفني من عمليات التجريح المتتابع على (الكثير) من الفنانين، ولو ترك الفنان أموره الشخصية في حدوده الشخصية وحاول (نفض) وجهه قبل عمليات التصوير للكاميرات لسلم من هذا الهجوم وأغلق باب هو بالأساس في غنى عنه.