هو صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وهو الابن الثامن من الذكور للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وقد ولد في (1339هـ) وقيل (1340هـ)، في مدينة الرياض في قصر الحكم، وأمه هي شهيدة، وله أشقاء منها هم: 1- سمو الأمير مشعل، 2- سمو الأمير متعب، 3- سمو الأميرة قماشة، حفظهم الله جميعا، وقد نشأ سمو الأمير منصور في قصر والده الملك عبدالعزيز فتربى على خصال الملك عبدالعزيز وأخذ من صفاته الكثير فنشأ عظيما بعظمة الملك عبدالعزيز رحمه الله
ولما بلغ السابعة أسند الملك تعليمه للشيخ محمد السناري يعلمه القراءة والكتابة، وقد ظهر خلال ذلك ذكاء سموه وسرعة بداهته، فدرس كثير من العلوم النافعة في مختلف التخصصات، وقد ختم القرآن الكريم مع تجويده والخط والحساب والإملاء وغيرها، ثم انتقل لمعلم آخر هو الشيخ الحساوي فدرس عنده شيء من علوم الحديث والفقه والتوحيد وغيرها، ثم درس على يد الشيخ صالح الهلالي، ثم انتقل للدراسة في المعهد العلمي في مكة المكرمة الذي أنشأه الملك عبدالعزيز لتعليم الطلاب العلوم النافعة، وقد تخرج منه سموه الكريم بعد حصيلة كبيرة من العلم، ثم انتقل إلى الرياض ليتلقى العلم على عدد من العلماء في الرياض غير مطالعاته في الكتب العامة والتي تتوفر في مكتبة القصر التي أنشأها الملك عبدالعزيز، ولهمته العالية وخصاله الكريمة عينه الملك عبدالعزيز رحمه الله مديرا للقصور الملكية بالرياض وهو لا زال في السابعة عشرة، مما أثبت فيها كفاءته واقتداره وقام بأعباء هذا المنصب خير قيام، وخلال ذلك كانت اهتمامات سموه العسكرية تتجلى فتدرب على الفروسية والقتال والتدريب على الأسلحة الجديدة مع ما حباه الله من قوة في الجسم والسرعة في الكر والفر، وقد قام بتجهيز الدفاعات اللازمة للقصور، ولما كان الأمر استتب للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فكر الملك في إنشاء الهجانة عام 1344هـ، ثم المديرية العامة العسكرية كأول تنظيم رسمي للوحدات العسكرية عام 1348هـ، ثم وكالة للدفاع عام 1353هـ رئاسة الأركان وأسندت رئاستها للمقدم محمد طارق الأفريقي، ليكون أول رئيس للأركان في 1-7-1358هـ، وبعد زيادة عدد الجيش وتطور الأسلحة وتشعب الفروع العسكرية رأى الملك عبدالعزيز إنشاء وزارة خاصة لشؤون الدفاع والطيران وعين أول وزير لها سمو الأمير منصور برتبة فريق أول وصدر المرسوم الملكي برقم 5- 2-1846، وتاريخ 5-11-1363هـ.
وقد صرفت الدولة خلال توليه الوزارة مبالغ كبيرة لتأهيل الجيش السعودي وحماية الوطن، وقد قال سمو الأمير منصور: (أمنيتي في الحياة أن أخدم مليكي وبلادي وأمتي خدمة حقة، وأعمل في سبيل عزة الإسلام ومجد العروبة وأسير على نهج والدي وأنهض بالجيش)، ويقول: (والله إنني لأخشى أن أفرط في عمل من أعمال وزارتي، وألتذ التعب والسهر والكفاح إرضاء لله لأن غيرتي على هذا البلد الأمين تستمد ضرامها وقوتها من حبي لله وحبي لرسوله وإخلاصي لمليكي ووطني)، وقد مرض سموه الكريم مرضا عضال عانى منه طويلا وذهب للعلاج في فرنسا ولكنه توفى هناك عام (1370هـ)، وعمره تسع وعشرين سنة، فنقل جثمانه لمكة المكرمة وصلى عليه في المسجد الحرام وشيعه خلق كثير من الأمراء والمسؤولين والمواطنين وغيرهم، وقد حزن لموته الناس لما لسموه من المآثر الكثيرة، التي لا تعد ولا تحصى، ولسموه الكريم ولدين هما: 1- طلال بن منصور بن عبد العزيز آل سعود: وقد ولد عام 1369هـ، والتحق بمدرسة الثغر النموذجية بجدة، ثم انتقل للطائف فدرس المرحلة المتوسطة ثم رجع لجدة فدرس فيها المرحلة الثانوية من ثانوية الشاطئ، ثم درس في أمريكا، ثم رجع للسعودية لخدمة دينه ثم وطنه فترأس الاتحاد السعودي للسباحة وعضو اللجنة السعودية الأولمبية، وترأس رئاسة نادي الاتحاد مرتين، واختير رئيسا فخريا لنادي الاتحاد عام 1416هـ، ولازال له جهوده الرياضية، وكذلك هو عضو في هيئة البيعة عن أبناء الأمير منصور، وله من الأولاد: (منال، ومنصور، وسالي، وغيرهم). 2- موضي بنت منصور بن عبدالعزيز آل سعود، من مواليد مكة المكرمة وقد تلقت تعليمها حتى المرحلة الثانوية في مكة المكرمة، ثم حصلت على البكالريوس من فرع جامعة الملك عبدالعزيز بمكة عام 1396هـ، ثم حصلت على درجة الماجستير من جامعة أم القرى بمكة عام 1401هـ، وكان موضوع الرسالة (الملك عبدالعزيز ومؤتمر الكويت 1342هـ) ثم نالت درجة الدكتوراة من قسم التاريخ والحضارة بكلية الشريعة الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى عام 1408هـ، وكان موضوع الرسالة (الهجر ونتائجها في عصر الملك عبدالعزيز)، وقد عينت معيدة بقسم التاريخ بفرع جامعة الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة عام 1398هـ، ثم انتقلت للجامعة بجدة، ثم ترقت إلى أستاذ مساعد بكلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ثم أستاذ مشارك بالكلية، ثم أستاذ في الكلية، ولسموها الكريم عدد من الجهود المباركة في العمل التطوعي ومن ذلك: أنها تترأس جمعية أم القرى الخيرية النسائية بمكة، ورئيسة القسم باللجنة النسائية لجمعية البيئة السعودية، وتشارك في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية، ومتزوجة ولها ثلاثة من الأولاد.
حفظ الله جميع أحياء آل سعود ورحم ميتهم وأسكنهم في فسيح جناته.
المعهد العلمي في حائل