وُلد الشيخ إبراهيم الحماد الصائغ، بحائل في 27-7-1337هـ، قرأ القرآن الكريم على يد الشيخين عمر اليعقوب، والشيخ يوسف اليعقوب - رحمهما الله تعالى -، وختمه (نظراً) لأول مرة وعمره (سبع سنوات)، أعاد ختمه لدى الشيخين المذكورين لمدة (ثلاث سنوات) مما سهّل عليه حفظ القرآن الكريم بعد ذلك، وحفظه عن ظهر قلب وعمره (سبع عشرة سنة)، وأخذ العلوم الدينية عن الشيخ حمود الحسين الشغدلي، والشيخ عبد الله الصالح الخليفي، والشيخ عبد الله بن عمر دهيش أيام كان قاضياً بحائل - رحم الله الجميع -، وذلك في حلقاتهم التي كانوا يقيمونها بالمساجد آنذاك، برز في علوم كثيرة منها علم (الحديث - الفقه - النحو - الفرائض) وخصوصاً العلمين الأخيرين منهما . تولى التدريس بالمدرسة السعودية في 1- 7-1365هـ ثم تدرّج إلى مراكز عليا فأصبح وكيلاً في المدرسة السعودية لمدة عشر سنوات تقريباً، ثم مديراً لمدرسة الزبارة (الجديدة) لمدة تسع سنوات ثم مفتش قسم مساعد بالإدارة لمدة أربع سنوات، ثم رئيساً لمكتب التوجيه التربوي (الشؤون الفنية) لمدة أحد عشر عاماً، حتى انتهى المطاف به متقاعداً في 1-7-1404هـ، كان خلال عمله في سلك التعليم دقيقاً ومخلصاً في وظيفته حتى أنه (مكث خمساً وعشرين سنة لم يتمتع بإجازة)، ودرس منتسباً في المدارس الحكومية النظامية، وتدرج فيها حتى حصل على شهادة المعهد العلمي ببريدة عام 1379هـ الذي يعادل الثانوية العامة آنذاك حتى انتهت به الدراسة النظامية بالحصول على شهادة الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 83- 1384هـ، كما أنه حاز على الترتيب (الأول) على مستوى المملكة عند حصوله على الشهادة الابتدائية أمّ المصلين في مسجد سرحة ابتداءً من شهر رمضان المبارك عام 1385هـ، وبعد تقاعده من العمل الحكومي أصبح إماماً راتباً .. خلفاً لأخيه محمد (رحمه الله تعالى) واستمر إماماً حتى وفاته في 1-5-1419هـ، كان مرجعاً لكثير من الأهالي في مدينة حائل بتقسيم التركات وتبيانها للورثة، نظراً لبروزه في هذا الجانب الذي يعد (نصف العلم) وذلك منذ عشر الأربعين من عمره مع رفيق دربه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الملق، واستمر على ذلك حتى تاريخ 25-4-1419هـ أي قبيل وفاته بستة أيام فقط، قصده الناس لكتابة وصاياهم الخاصة ووثائقهم الرسمية منذ تاريخ 4-7-1355هـ عرض عليه القضاء من قبل الشيخ حمود الحسين الشغدلي في منطقة الجوف وذلك في السبعينات الهجرية أيام الشيخ علي الأحمد (رحمه الله تعالى) عندما احتاج إلى قاض ثان، فاستدعاه الشيخ حمود (رحمه الله تعالى) وأخبره بالموضوع فرفض متورعاً عن العمل في القضاء. وجد مؤخراً مخطوطة فقهية بخطه في (192) صفحة، وقد فرغ من كتابتها في 15-6-1361هـ وهي بعنوان (التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح) للإمام (أحمد بن محمد الشويكي) المتوفى سنة 939هـ رحمه الله تعالى. كما أنّ له قصائد دينية وإخوانية ووطنية وله بعض اهتمامات بعلم الفلك وأنشأ بذلك عدّة قصائد، برز من طلابه الذين أخذوا عنه التعليم عدد كبير من أهالي المنطقة، ومعظمهم تولوا مناصب عالية منهم على سبيل المثال محمد عبد الكريم الثويني - محمد إبراهيم الأصقه - عبد العزيز صالح الميمان (رحمه الله تعالى) - يوسف عبد الله السعيد - د. عبد العزيز العلي المشاري - علي العبد الله اليعقوب وغيرهم، كان رحمه الله عاقلاً رزيناً متديناً حافظاً للقرآن الكريم مجوداً يحسن التلاوة والأداء، ملازماً للمذاكرة والتلاوة كما أنه عاش مغموراً لا يحب الأضواء، ولعل هذا من أبرز أسباب حب الناس وقبولهم له حتى توفي وله من العمر (82 سنة) رحمه الله تعالى.
***
المصادر:
1- الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الملق (حفظه الله تعالى) .
2- أوراق رسمية حول وظيفته بإدارة التعليم (39 سنة) .
3- كتاب زهرة الخمائل في تراجم علماء حائل .. للمؤلف (علي الهندي) عام 1380هـ.
فهد بن إبراهيم الصائغ