Al Jazirah NewsPaper Sunday  30/03/2008 G Issue 12967
الأحد 22 ربيع الأول 1429   العدد  12967
في الوقت الأصلي
رب ضارة نافعة
محمد الشهري

النتيجة الثقيلة التي آلت إليها مباراة الذهاب بين منتخبنا والمنتخب الأوزبكي في طاشقند يوم الأربعاء الماضي.. لا تحكي أبداً - في تقديري - واقع الأداء العام للمباراة.

** ذلك أن أداء نجومنا لم يكن سيئاً إلى الدرجة التي تستقبل معها شباكه ثلاثة أهداف نظيفة(؟!).

** صحيح أن ثمة أخطاء فردية واضحة تمثلت في سوء التمرير من قبل بعض نجومنا.. هي من شكلت الخطورة الأوزبكية، وهي من صنعت الفارق لصالح المنافس(؟!).

** بمعنى أنها هي من قصمت ظهر الأخضر مع ما صاحبها من أخطاء دفاعية ما كان يجب حدوثها(؟!).

** وكان يمكن العودة من طاشقند بنتيجة إيجابية لو التزم الأخضر بقدر أعلى من الانضابطية الشاملة، وقفل المناطق الخلفية بإحكام خصوصاً في أعقاب خروج القائد (ياسر القحطاني) الذي كان يشكل عبئاً ثقيلاً على الفريق الأوزبكي بتحركاته وثقله الفني والأدائي.

** عموماً: رب ضارة نافعة.. ذلك أن (الهزة) حدثت في البدايات وهو ما يعني إمكانية إصلاح العيوب، والاستفادة من الأخطاء التي حدثت، والعودة مجدداً لتحقيق الانتصارات المؤهلة للنهائيات.

** شريطة حماية المنتخب ونجومه وأجهزته الفنية والإدارية من عبث الطابور الخامس المتمثل بإعلام (نور منتشري)؟!!

بين مشهدين!!

** لعلها من المرات القلائل التي أجدني خلالها أكثر تعاطفاً مع حالة مشاهدة اختلطت فيها الأشياء ببعضها بشكل عجيب.. كمشهد تأهل الفريق النصراوي للمباراة النهائية على كأس الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) بعد أن تجاوز الفريق الشبابي عن طريق ركلات الجزاء الترجيحية(؟!).

** ذلك أن المشهد كان غاية في عفوية وتلقائية التعبير عن أشياء دفينة لا يدرك معانيها وأبعادها إلا من اكتوى بنار الحرمان، ومرارة الصبر الطويل.

** تعاطفت كثيراً مع المشهد (الهستيري) الذي اجتاح كل شيء له علاقة بالصُفرة في ملعب المباراة ذلك المساء.

** نعم تعاطفت مع المشهد رغم أنه كان حولي من قال بأن الذي تحقق لا يستدعي كل هذا الاحتفاء الطاغي بحسابات الفرق الكبيرة(؟!).

** وأنه كان عليهم إرجاء احتفاليتهم تلك أو بعضها إلى الموعد الذي يحققون فيه البطولة لكي تكون أكثر وجاهة(؟!)

** في حين أن ثمة من قال: دعوهم يفرحون بما تحقق طالما أنهم بحاجة إلى حالة فرح افتقدوها طويلاً، بعد أن كانوا لا يبتعدون كثيراً عن ممارسة الفرح، وطالما أن الكأس ما تزال في علم الغيب.

** أما من قال: (أخشى من حدوث كارثة إنسانية إن هم حققوا البطولة قياساً بما شاهدناه على هامش التأهل).

فأقول له: (فال الله ولا فالك).

** في المقابل وخلال ذات الساعة من المشهد النصراوي.. كان مشهد تأهل الفريق الهلالي في ذات الدور من نفس المسابقة.. كان لا يوحي ولا يعبر عن أي مظهر من مظاهر الاحتفاء التي شاهدناها في الجانب النصراوي.. بل على العكس تماماً.. فقد شاهدنا الجميع من الهلاليين يتعاملون مع حدث التأهل بكل بساطة وكأنها إحدى المباريات الاعتيادية(؟!).

** على أية حال: الفرح حق مشروع ومشاع متى ما توفرت أسبابه.. بصرف النظر عن تفاوت معاييره بين طرف وآخر.

** الأهم من هذا كله أننا نتمنى ونأمل كمتابعين وكجماهير، أن نشاهد كرنفالا كرويا يليق بقيمة وقامة اسم البطولة الغالية واسم صاحبها.

** وبالتوفيق إن شاء الله.

لا مناص من الحكم الأجنبي

** مع كامل تقديري واحترامي لحكامنا الذين كثيراً ما تعاطفت ووقفت إلى جانبهم، إلا أنهم خذلونا في كثير من المواقف.

** لذا فإننا أرى من ضمن الأكثرية الذين يرون أن انتداب حكم أجنبي لإدارة نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد بين الهلال والنصر، بات (ضرورة) لا مناص منها.

** وذلك تحقيقاً لمبدأ المساواة بين نهائيات مسابقاتنا من ناحية، ودرءاً للغط والتداعيات المتعارف عليها والمتوارثة منذ عقود من ناحية أخرى.

** فمن المتعارف عليه أن النصراويين دائماً ما يلقون بأسباب خسائرهم على كاهل التحكيم حتى وإن لم تكن كذلك، ولن يضيرهم إن هم استخدموا ذات الأسطوانة في حال خسروا اللقاء.

** في المقابل إن الهلاليين يتوجسون مما يعتبرونه أشبه بالترتيبات المعدة سلفاً لصالح منافسهم والتي تمثلت في عدد من التدابير الإجرائية التي فرضت الوضع الذي أجريت بموجبه لقاءات نصف النهائي، والتي قد تمتد إلى النهائي من خلال فرض أحد حكامنا الأعزاء لإدارته رغم ما عليهم من ملاحظات وتحفظات سواء كانت هلالية أو نصراوية(؟!).

** وهنا أعيد التذكير بما سبق أن قلته من أنه لو لم يتحقق من مكاسب الاستعانة بالحكم الأجنبي سوى اختفاء حالات الصخب والضجيج الذي عادة ما يعقب اللقاءات التي يديرها حكام محليون.. لكانت كافية.

** من هنا يتضح أن الحكم المحلي لن يكون في منأى عن (الرشق) في حال تم تكليفه حتى وإن نجح(؟!).

هدف

(من يخطب الحسناء لم يغلها المهر).



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6692 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد