اقتربت أرامكو السعودية من إطلاق احتفالها الكبير الذي يسرد تاريخها المدجج بالإنجازات العملاقة، تحتفل فيه إدارتها وموظفوها باليوبيل الماسي لمرور 75 عاماً على تأسيسها (1352هـ 1933م).
وبرنامج الاحتفالات سوف يبدأ بإذن الله في شهر مايو 2008م، والذي فيه تتواصل البرامج الاحتفالية لمدة عام، لتشمل العديد من مناطق المملكة ودول العالم التي توجد بها أعمال الشركة. وتتضمّن فعاليات هذه المناسبة التاريخية مشاركة وتكريم موظفين حاليين ومتقاعدين في أرامكو السعودية، كما ستشمل المجتمع المحلي وقطاع الأعمال المرتبط بنشاطات الشركة.
شركة أرامكو السعودية الوطنية العالمية، شركة نفط وطنية لأن الدولة أعزّها الله تمتلكها 100%، وهي شركة نفط عالمية لتنوُّع جنسيات موظفيها، وانتشار أعمالها دولياً في مشاريع المشاركة في صناعة البترول ومشتقاته مع كثير من دول العالم، من أجل إيجاد أسواق مختلفة واعدة للنفط السعودي، وخلق استقرار عالمي لإمدادات النفط لحماية الاقتصاد الدولي من تبعات نقص تصدير النفط من مناطق الحروب والتوترات السياسية.
سوف يكون احتفالات اليوبيل الماسي مركزاً وخاصاً بالعنصر الأهم من تاريخ هذه الشركة العملاقة، وهو العنصر البشري، القوى العاملة التي كافحت من أجل بناء هذا الصرح الصناعي العالمي الفذ.
أرامكو السعودية تفتخر بأنها صانعة القادة ومنبع الرجال والكفاءات، وهو ما يشهد لها تاريخها الطويل من 75 سنة. أرامكو السعودية صنعت قادة سعوديين في ميدان صناعة الغاز والنفط والتكرير، وقادة في فن الإدارة وقادة في المال والأعمال، وقادة في التسويق والتوزيع ومجالات أخرى متعددة.
يسرني أن أذكر بعض أسماء هؤلاء القادة من أجل التذكير بمنجزات شركة أرامكو السعودية العملاقة في صناعة المواطن السعودي أولاُ، ثم السماح له بوضع لمساته بالابتكار لتطوير جميع مرافق الشركة، ولتكون كذلك عبرة وأملاً للشباب السعودي الواعد من أجل استمرارية نهج الجيل القديم في بناء وتطوير أرامكو السعودية والاقتصاد السعودي، من أجل مستقبل زاهر للوطن والمواطن.
مجموعة من الأسماء الوطنية التي كافحت لتطوير نفسها بمساعدة الشركة من وظيفة ساعي بريد أو عامل فني أو كاتب، إلى مهندس جيولوجيا أو بترولي أو كيمائي ليخوضوا تعلُّم وتطبيق أسرار تكنولوجيا صناعة الغاز والنفط، وبعد العرق والكفاح في إكمال دراستهم المتوسطة والثانوية والجامعية وهم على رأس العمل، وبذل الإخلاص والوفاء والولاء للعمل وهم:
المواطن الأول: سعادة المهندس علي بن إبراهيم النعيمي بدأ عمله لدى أرامكو السعودية في عام 1367هـ، على وظيفة ساعي بريد وكاتب في مكتب شؤون الموظفين في الظهران، وفي عام 1372هـ نُقل إلى إدارة التنقيب ليعمل في وظيفة فني جيولوجي، وفي الفترة ما بين عامي 1375 و1382هـ كان أحد المشتركين في برنامج التدريب العالي الذي ترعاه أرامكو، إذ تم بموجب هذا البرنامج ابتعاثه إلى الكلية الدولية في بيروت، ومن ثم الجامعة الأمريكية في بيروت، وانتقل منها إلى جامعة لاهاي بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على شهادة بكالوريوس في الجيولوجيا عام 1383هـ. وفي عام 1384هـ نال درجة الماجستير من جامعة ستاتفورد بولاية كاليفورنيا في الهيدرولوجيا (علم المياه الجوفية والجيولوجيا الاقتصادية)، وبعد عودته إلى المملكة العربية السعودية، عمل هيدرولوجياً وجيولوجياً في إدارة التنقيب حتى عام 1387هـ، وبعد أن قام بمهام تطويرية في إدارة العلاقات العامة وإدارة الاقتصاد وإدارة الإنتاج في المنطقة الجنوبية، عيِّن ناظراً لقسم الإنتاج في بقيق عام 1389هـ. في منتصف عام 1395هـ اختير نائباً للرئيس للإنتاج وحقن الماء، وبجانب مهامه كنائب للرئيس للإنتاج وحقن الماء، اضطلع المهندس علي النعيمي بمهام أخرى بالوكالة لفترات قصيرة، كنائب للرئيس لإدارات أخرى، منها إدارة العلاقات الصناعية وخدمات إحياء السكن. وفي أواخر عام 1397هـ تولى لمدة شهرين مهام رئيس شركة أرامكو فيما وراء البحار في لاهاي. وشغل معاليه عدداً من المناصب بالوكالة، منها منصب نائب أعلى للرئيس للخدمات لمدة ثلاثة أشهر ومنصب نائب الرئيس لدائرة شبكات الكهرباء، ومنصب نائب الرئيس للتموين. وتم تعيينه في عام 1402هـ نائباً تنفيذياً للرئيس لأعمال الزيت والغاز، وتم تعيينه رئيساً لشركة أرامكو في 4-2-1404هـ، حيث أشرف على عديد من عمليات التطوير الكبرى التي شهدتها الشركة. وفي عام 1409هـ الموافق 1988م تم تعيين معاليه رئيساً وكبيراً للإداريين التنفيذيين في شركة أرامكو السعودية.
وفي 6-3-1416هـ الموافق 2-8-1995م صدر الأمر الملكي الكريم بتعيين معاليه وزيراً للبترول والثروة المعدنية. وفي 1-3- 1420هـ صدر أمر ملكي كريم بتجديد خدمة معاليه وزيراً للبترول والثروة المعدنية. وفي 28-2- 1424هـ صدر أمر سام كريم بتجديد خدمة معاليه للمرة الثالثة وزيراً للبترول والثروة المعدنية حتى تاريخه.
المواطن الثاني: الأستاذ ناصر بن محمد بن ناصر العجمي الذي تقلّد عدة مناصب متدرّجة بالشركة حتى عيِّن النائب التنفيذي لرئيس شركة أرامكو السعودية وذلك في عام 1408هـ، وبعد تقاعده صدر مرسوم ملكي بتعيينه رئيس عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، وذلك في عام 1415 هـ، وفي عام 1426 صدر مرسوم ملكي بتعيينه عضو مجلس الشورى حتى تاريخه.
المواطن الثالث: معالي المهندس عبدالعزيز بن محمد الحقيل من مواليد المجمعة، وحصل على البكالوريوس من جامعة تكساس الأمريكية - تخصص هندسة البترول -، وتدرّج في العمل بشركة أرامكو السعودية حتى احتل منصب نائب الرئيس التنفيذي، كما انتخب معاليه عضواً في أول مجلس إدارة أرامكو السعودية، بعد تملّك الدولة لها، وتولى أيضاً عضوية رئاسة مجالس إدارات لشركات مملوكة لأرامكو السعودية، آخرها رئيس مجلس إدارة شركة مصفاة أرامكو السعودية شل (ساسرف) بالجبيل الصناعية. وقد عيِّن بقرارٍ سامٍ عضواً بمجلس إدارة المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وعضواً في أول مجلس إدارة لشركة الاتصالات السعودية للعمل على تخصيصها، وهو كذلك رئيس مجلس الإدارة بدار اليوم للصحافة والطباعة والنشر، ولقد تقاعد بعد فترة عطاء استمرت 38 عاماً.
وفي 16 - 6 - 1428هـ صدر مرسوم ملكي كريم بتعيين معالي المهندس عبدالعزيز بن محمد الحقيل رئيساً عاماً للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية.
المواطن الرابع: المهندس ضيف الله بن فارس بن عايش العتيبي التحق بشركة أرامكو السعودية في عام 1961م في وظيفة فني معدات الكترونية، وفي عام 1971م التحق ببرنامج تدريب متقدم في الولايات المتحدة الأمريكية، والتحق بعد ذلك بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وتخرج فيها في عام 1976، بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية. وقد أنهى برنامج تطوير كفاءات التنفيذيين بجامعة هيوستن عام 1982م، وخلال مشواره العملي في أرامكو السعودية، أكمل العديد من برامج التطوير الفنية والإدارية، وتقلّد مناصب عديدة آخرها منصب النائب الأعلى لرئيس شركة أرامكو السعودية لأعمال الغاز منذ عام 2002م حتى تاريخ تقاعده في نهاية عام 2004م، وذلك بعد أن أمضى في خدمة الشركة أكثر من أربعين عاما. وفي عام 1426هـ صدر أمر ملكي كريم بتعيين معالي المهندس ضيف الله بن فارس بن عايش العتيبي أميناً لحاضرة الدمام بالمرتبة الممتازة.
المواطن الخامس: المهندس سعد بن راشد الشعيفان، التحق الأستاذ الشعيفان بالعمل في شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) عام 1961، حيث عمل موزعاً للبريد، ولقد حصلت للأستاذ الشعيفان قصة ثلاجة الماء المشهورة عند بداية تعيينه (ساعي بريد)، وهي باختصار: خلال موسم الصيف الحار شديد الرطوبة وجد ثلاجة الماء الخاصة بالعمال معطلة كما وجد الماء حاراً جداً وتوجد ثلاجة أخرى داخل المكاتب وهي مخصصة لكبار الموظفين، فتسلل إلى داخل المكاتب ليشرب من الماء البارد، ولكن أحد المديرين الأمريكان منعه وأخرجه من المبني، ثم جلس مكسور البال يتساءل عن السبب، وأخيراً توصل إلى نقطة مهمة وهي أن العلم هو من رفع هؤلاء ومن هنا غيرت الثلاجة مسار حياته التي امتازت بالكفاح والجهد والعرق، وقد التحق بمركز التدريب الصناعي في أرامكو، وهناك تأهل لإحدى المنح الدراسية، فدرس في جامعة تولسا بولاية أوكلاهوما وتخرج منها بدرجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية عام1977. وبعد أن أكمل دراسته الثانوية والجامعية بأمريكا ورجع إلى أرض الوطن متسلحاً بسلاح العلم والمعرفة، كلِّف بعدد من المهام في أعمال الزيت والصيانة والهندسة والإنشاء في أرامكو، إلى أن تمت ترقيته إلى درجة مدير لأعمال المصافي في عام 1983، وبعد ذلك بعامين عيِّن مديراً لمعمل تجزئة ومعالجة الغاز في الجعيمة. وفي عام 1986، عيِّن مديراً عاماً لمعمل التكرير في رأس تنورة. وفي عام 1991، عيِّن الأستاذ الشعيفان مديراً تنفيذياً، ثم نائباً للرئيس, لتطوير وتنسيق أعمال التكرير والتسويق, وهي الدائرة التي أنشئت حديثاً آنذاك, حيث تولى المسئولية عن جميع مشاريع الشركة المشتركة المحلية والدولية. وقد ترأس الأستاذ الشعيفان الفريق التفاوضي لأرامكو السعودية مع شركات البترول العالمية اليابانية والصينية والفلبينية، إلى جانب شركات الزيت الكبري في الولايات المتحدة وأوروبا. وفي عام 1994، عيِّن نائباً للرئيس للهندسة المركزية في أرامكو السعودية ومسئولاً عن الأبحاث والتطوير والهندسة الاستشارية والتفتيش.
وفي عام 1997، عيِّن الأستاذ الشعيفان نائباً أعلى للرئيس للأعمال الدولية ومسئولاً عن تسويق الزيت الخام والمنتجات وشركات التسويق التابعة لأرامكو السعودية والشركات المنتسبة لها في جميع أنحاء العالم، إلى جانب مسئوليته عن المشاريع المشتركة المحلية والدولية وشركة فيلا البحرية العالمية التي تتولى الإشراف على أسطول ناقلات الزيت الخام والمنتجات. وفي عام 2000، عيِّن الأستاذ الشعيفان، نائباً أعلى للرئيس للتكرير والإمداد والتوزيع. وإلى جانب مؤهلاته الأكاديمية، حصل الأستاذ الشعيفان على دورات تدريبية في مجال الإدارة التنفيذية في كلٍّ من جامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة وجامعة إموري في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا. كما حصل على دورة في مجال القيادة العليا نظمها مركز القيادة الإبداعية في كولورادو. ومما يُذكر أنّ مسيرة الأستاذ الشعيفان المهنية موثقة في موسوعة (المهنيين الدوليين) (Whoصs Who of International Professionals). ولقد عمل الأستاذ سعد بن راشد الشعيفان رئيساً لمجلس إدارة الشركات التالية:
شركة مصفاة أرامكو السعودية شل (ساسرف)
شركة فيلا البحرية العالمية المحدودة
شركة البترول السعودي - مقرها طوكيو باليابان
وكذلك عمل الأستاذ الشعيفان عضواً في مجالس إدارة الشركات التالية:
موتيفا انتربرايزز - أمريكا
بترون كوربوريشن مقرها مانيلا بالفلبين
شركة التكرير السعودية - مقرها هيوستن - أمريكا
الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس (ساسو)
شركة خدمات أرامكو - مقرها هيوستن - أمريكا
وللمعلوميه المهندس سعد الشعيفان هو شاعر وأديب كبير، وأحد أبنائه (ثامر) يسير على نهج والده بشغفه للأدب والشعر وله قصائد شعرية مميزه.
المواطن السادس: الأستاذ عبدالله بن صالح جمعة وُلد الأستاذ عبد الله جمعة في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، ودرس العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة والجامعة الأمريكية في بيروت، ثم واصل الدراسة بعد ذلك في جامعة هارفارد، حيث أتم برنامج تطوير الإدارة الذي تنظمه كلية الأعمال بجامعة هارفارد، وكيمبردج ومساتشوستس. وبدأ مسيرته المهنية في أرامكو السعودية في عام 1968، وفي عام 1981 اختير نائباً لرئيس شركة أرامكو لنظم الطاقة الكهربائية، وعيِّن بعد ذلك نائباً أعلى للرئيس ثم نائباً تنفيذياً للرئيس للأعمال الدولية. وفي عام 1995، عيِّن رئيساً للشركة وكبيراً للإداريين التنفيذيين بها. ومنذ تولى الأستاذ عبد الله جمعة مسؤولية إدارة شركة أرامكو السعودية، تولى قيادة التوسعات الهائلة التي شهدتها الشركة في أعمال التكرير والتسويق والغاز الطبيعي، وواصل العمل على تحويل الشركة إلى شركة عالمية متكاملة في مجال الزيت والغاز. وتحت قيادته أيضاً زادت الشركة التركيز على توجهها الاستراتيجي للمحافظة على مركز الصدارة الذي تحتله باعتبارها المورد الأول للطاقة في العالم.