Al Jazirah NewsPaper Sunday  30/03/2008 G Issue 12967
الأحد 22 ربيع الأول 1429   العدد  12967
أضواء
كل عدد الدول العربية..؟!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

بين الكلمات الكثيرة التي أُلقيت في قمة دمشق، جاءت كلمة قائد الثورة الليبية التي وإنْ أثارت الضحك من قبل الذين حضروا قمة دمشق إلا أنها طرحت تساؤلاً يطرحه كل العرب من طلبة المدارس إلى اليوم الذي سمعنا قائداً عربياً يطرحه أمام قادة الأمة العربية.

يقول العقيد القذافي: (إن كل الأمم لديها دولها، فالأتراك لديهم دولتهم، والفرس لهم دولتهم، والطليان لديهم دولتهم، أما الأمة العربية فهي أمة بدون دولة).

والذي لم يقله العقيد القذافي أن الأمة العربية لديها أكثر من 22 دولة، فبعد فتح الباب أمام انضمام الدول للجامعة العربية أصبح العدد غير محدد، ولا أدري هل ما زلنا 22 دولة، أم أصبحنا 23 دولة بعد انضمام جزر القمر؟، وهل الدولة الفلسطينية ضمن هذه الحسبة.. أم ننتظر الموافقة عليها من إسرائيل والرئيس بوش قبل أن يترك البيت الأبيض، ونظل نترجى إما ماكين أو أوباما وصديقة اليهود هيلاري كلينتون؟.

المهم لأمة العرب الآن 22 دولة وفي الانتظار دولة أخرى والعقيد يريد لأمة العرب دولة واحدة مثل الأتراك والفرس والطليان، ونزيد مثل الهنود والصينيين والإسبان وهناك الكثير من الأمم التي لها دول خاصة بها تخدم مصالح تلك القوميات وأبنائها وتحافظ على بقاء تلك القوميات بدلاً من الاندثار الذي أصاب العديد من القوميات التي أصبحت من مخلفات التاريخ..!!

والأمة العربية التي جُزِّئتْ إلى أكثر من اثنتين وعشرين دولة، مرشحة للانشطار والتوالد، وإذا ما سرنا على نفس المنوال الذي نراه من تدخل للقوى الإقليمية والدولية في شؤوننا الداخلية والتأثير على القرار الرسمي العربي، فسوف نرى عدداً من الدول العربية تتقسم إلى أكثر من دولة وبعضها سينسلخ عن العرب بعد أن نزعت عنه هويته العربية، وأخذ يروج للانتماءات العرقية الأخرى والطائفية، فهناك دويلة قائمة في العراق تخص الأكراد، ودويلة يسعى الصفويون إلى سلخها من العراق، وفي السودان محاولات إقامة دويلة في الجنوب لا علاقة لها بالعرب، وأخرى في الغرب تحمل في ثناياها كرهاً للعرب رغم أن قاطنيها من القبائل العربية.

دولٌ كالقبائل.. (عد واغلط) مثلما أنا الآن لا أعرف بالضبط عدد الدول العربية..!!



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد