دمشق - الوكالات
بدأت أمس السبت أعمال القمة العربية العشرين في العاصمة السورية دمشق بمشاركة 11 قائداً عربياً وغياب تسعة آخرين وتصدر القمة عدد من القضايا المهمة مثل قضية لبنان والخلافات العربية ومبادرة السلام.
وافتتح الرئيس السوري بشار الأسد القمة بتعهد بالمساعدة في حل أزمة سياسية ممتدة في لبنان الذي قاطع القمة احتجاجاً على السياسة السورية.
وقال الأسد في كلمته أمام القمة: (ونحن في سوريا على استعداد تام للتعاون مع أية جهود عربية أو غير عربية في هذا المجال شريطة أن ترتكز أية مبادرة على أسس الوفاق الوطني اللبناني فهو الذي يشكل أساس الاستقرار في لبنان وهو هدفنا جميعاً).
وأضاف الأسد: مفتاح الحل بيد اللبنانيين أنفسهم لهم وطنهم ومؤسساتهم ودستورهم ويمتلكون الوعي اللازم للقيام بذلك وأي دور آخر هو دور مساعد لهم وليس بديلاً عنهم.
وقال الأسد: إن سوريا تعرضت أخيراً لضغوط من أجل أن تتدخل في لبنان لحل الأزمة، مؤكداً أنها رفضت ذلك لأن الحل في يد اللبنانيين.
وقال الأسد: انطلاقاً من الشفافية التي تجمع بين اخوتي في الدول العربية، أرى من الضروري ان أوضح ما أثير عمّا يسمى التدخل السوري في لبنان والدعوات والبيانات والضغوطات لايقافه.
وأضاف: أقول لكم بكل صدق أن ما يحصل في الواقع هو عكس ذلك تماما. فالضغوطات التي مورست وتمارس على سوريا منذ أكثر من عام وبشكل أكثر كثافة منذ أشهر هي من أجل أن تقوم سوريا بالتدخل في الشؤون الداخلية للبنان الذي قاطع القمة وتسبب بغياب قادة عرب عنها.
وعن عملية السلام قال الأسد: نؤكد في سوريا على ان السلام لن يتحقق إلا بعودة الجولان كاملاً حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 وان المماطلة الإسرائيلية لن تجلب لهم شروطاً أفضل ولن تجعلنا قابلين للتنازل عن شبر أو حق وما لم يتمكنوا من الحصول عليه من تنازلات من قبل سوريا سابقا لن يحصلوا عليه لاحقاً.
ومضى يقول: أما الرهان على الزمن بهدف انتفاء الحقوق بالتقادم أو بالنسيان فقد ثبت عدم جدواها... أما في لبنان فاننا نشعر بالقلق للاوضاع التي يمر بها والانقسام الداخلي الذي يحول حتى الآن دون الاتفاق على قواسم وطنية مشتركة وعلى الرغم مما يثار حول هذه الاوضاع فإننا نؤكد حرصنا على استقلال لبنان وسيادته واستقلاله.
ودعا الرئيس السوري الدول العربية إلى كسر فوري للحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة.
وقال الأسد: ها نحن اليوم نجتمع ودماء شهداء مجازر إسرائيل بل محارقها في غزة لم تجف بعد أمام صمت العالم وغضب الإنسان العربي.
وأضاف: اننا إذ نعبر عن ألمنا وادانتنا لما يتعرض له شعبنا في غزة والضفة الغربية (...) فإننا نرى ان الاولوية يجب ان تكون للحوار بين الفلسطينيين، أي بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس.
وتابع الأسد: ندعو للعمل على الكسر الفوري للحصار المفروض على غزة من قبلنا كدول عربية أولا كمقدمة لطلب ذلك من دول العالم.
في المقابل دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس في افتتاح القمة العربية إلى انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، مؤكدا ان المبادرة العربية في لبنان مستمرة.
وقال موسى: كم كنا نود مشاركة لبنان في هذه القمة إلا أن غيابه لا يعني ألا نناقش هذه المشكلة التي تقلق الجميع وتهدد أمن المنطقة في حال استمرارها واشتعالها.
وأضاف: لقد حققت المبادرة العربية بعض عناصر التقدم، إذ حددت عناصر الخلاف وتوصلت إلى تأكيد التوافق الوطني على ترشيح العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية (...).
وأكد موسى ان هذا التقدم يشكل أساساً كافياً للتحرك نحو انتخاب رئيس للجمهورية ليقود عملية التوافق اللبناني.
وأعلن أن المبادرة العربية سوف تستمر ببذل جهودها كما سنتحرك لوضع المبادرة موضوع التنفيذ الكامل، وسوف اعمل في الأسابيع المقبلة على التوصل إلى ذلك.
وبشأن الخلافات العربية قال موسى: تنعقد هذه القمة والغيوم تملأ الجو العربي الذي اصبحت قتامته مضرب الامثال وباتت سلبياته تضرب في جذور النظام العربي وتخلق حالة من الالتباس السياسي والارتباك في الاولويات والاضطراب في العلاقات العربية وتكبيل الحركة الجماعية نحو المستقبل.
وأضاف: إننا نعاني أزمة ثقة فينا وفيما بيننا. نعم لقد وصل الأمر إلى درجة غير مقبولة من الاضطراب في العلاقات العربية كما وصل إلى درجة غير مسبوقة في تلاعب قوى دولية بقضايانا وعلى رأسها القضية الفلسطينية.