أمستردام - سلوفينيا - الوكالات

نددت سفارة المملكة في هولندا بفيلم أنتجه نائب هولندي أساء للإسلام، وقالت إن الفيلم مستفز وحافل بالأخطاء والمزاعم الخاطئة التي قد تفضي إلى كراهية المسلمين، وواجه الفيلم انتقادات حادة وواسعة النطاق من زعماء دوليين فضلاً عن موجة من الرفض العارم في العالم الإسلامي. وقال بير شتيج مولر وزير خارجية الدانمارك: لا أتفق في الرأي مع الفيلم لأنه لا يمكنك أن تقول إن 1.3 مليار مسلم إرهابيون محتملون.

وكان مولر يتحدث إلى الصحفيين في مدينة بردو بسلوفينيا على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، وقال إن الفيلم الهولندي يتطاول على القرآن ويزعم أن القرآن يحرض على العنف مشيراً إلى أن الفيلم غير منصف لمسلمي العالم وقد يثير مواجهات. ونشر النائب اليميني الهولندي خيرت فيلدرز مساء الخميس على الإنترنت الفيلم الذي يحمل عنوان (الفتنة) ويعرض صوراً لهجمات 11 سبتمبر- أيلول عام 2001 وتفجيرات أخرى.

وقد أظهر استطلاع رأي أسبوعي تراجع مستوى التأييد في هولندا لحزب الحرية بعدما بث النائب الذي ينتمي للحزب جيرت فيلدرز فيلمه الآثم الذي أثار انتقادات واسعة النطاق في كل أنحاء العالم. وأظهر الاستطلاع الذي أجرته وكالة (سينوفات) ونشرته يوم الجمعة أن الحزب لن يحصل سوى على 10 مقاعد بالبرلمان الذي يضم 150 نائباً ما إذا أجريت الانتخابات اليوم مقابل 12 مقعداً رشح لنيلها في الاستطلاع الذي جرى الأسبوع الماضي. وقال دبلوماسيون إن كثيرين من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي علقوا على الفيلم خلال اجتماعهم بسلوفينيا وأن البعض أعرب عن القلق بشأن تأثيره.

وقال ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني: من الأهمية بمكان أن نتمسك بثبات بالقيم الأوروبية بشأن حرية التعبير. لكن من المهم أيضاً أن ندرك أن هناك أنظمة قانونية وقضائية تضمن أن حرية التعبير لا تستخدم للتحريض على الكراهية الدينية أو العنصرية.

وكان ثلاثة مقررين بالأمم المتحدة أدانوا يوم الجمعة (الطبيعة الاستفزازية) للفيلم الذي يربط بين أعمال العنف التي يرتكبها بعض المتشددين وبين القرآن الكريم.

وقال دودو ديين المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العرقي وإرهاب الأجانب، وأسماء جاهنجير مقررة حرية العقيدة وأمبيي ليجابو المقرر الخاص بشأن حرية الرأي والتعبير إنهم يدينون (لهجة ومحتوى) الفيلم.

وقال المقررون الثلاثة في بيان مشترك: بينما تعتبر حرية التعبير حقاً أساسياً من حقوق الإنسان يجب احترامه، فهذا الحق لا يمتد ليشمل التحريض على الكراهية العنصرية أو الدينية التي تعد هي نفسها انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان.

وأعلن موقع الإنترنت (ليفليك) أمس السبت أنه اضطر إلى سحب الفيلم بعد أن تلقى تهديدات على حياه العاملين به، وقال الموقع في بيان إن تلك التهديدات لم تترك خياراً أمام إدارة الموقع سوى سحب فيلم (فتنة) للنائب الهولندي جيرت فيلدرز.

ودعا زعماء مسلمي هولندا إلى الهدوء ودعوا المسلمين في جميع أنحاء العالم لعدم استهداف المصالح الهولندية. ويبلغ عدد سكان هولندا 16 مليون نسمة منهم مليون مسلم. وقال محمد ربيع وهو زعيم هولندي من أصل مغربي للصحفيين في أحد مساجد أمستردام: (دعوتنا للمسلمين في الخارج هي اتباع إستراتيجيتنا وعدم إفسادها بأي حوادث عنيفة).

وتوجه الاتحاد الإسلامي الهولندي يوم الجمعة إلى المحكمة سعياً إلى منع فيلدرز من مقارنة الإسلام بالفاشية قائلاً إنه يحرض على كراهية المسلمين. ووضع فيلدرز تحت حراسة مشددة بسبب تهديدات بالقتل التي تلقاها منذ مقتل المخرج فان جوخ.

ونأت الحكومة الهولندية بنفسها عن فيلدرز وحاولت أن تمنع رد الفعل السلبي الذي عانت منه الدنمارك بسبب الرسوم المسيئة للنبي. وقال رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكننده إنه (فخور) برد فعل المنظمات الهولندية المسلمة إزاء الفيلم لكنه أضاف إن من السابق لأوانه التوصل لاستنتاجات بشأن العواقب على المستوى الدولي. وقال: (هناك أسباب لاستمرار الحذر).

وعبر حلف شمال الأطلسي عن قلقه من أن يؤدي الفيلم لتدهور الأمن بالنسبة للقوات الأجنبية في أفغانستان والتي تضم 1650 جندياً هولندياً. وتعرضت الدنمارك عام 2006 لموجة مقاطعة واحتجاجات في أنحاء العالم بعد نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.