كثير من النقاد يقف على بعض ما يقرؤه ويعلق عليه إما لكشف غامض فيه، أو بحسب هوى في نفسه، أو يميل إلى رأي يرى أنه لا يختلف عليه اثنان إذا ما عرضه. |
والأستاذ الفاضل سعد عبدالرحمن البواردي الذي أفردت له المجلة العربية صفحة في كل عدد منها، جعل عنوانها (ما قل ودل) وفي العدد 370 ذي القعدة 1428هـ أورد بيت شعر قديم هو: |
ليت العجائز في حبل معلقة |
نحو الثريا وذاك الحبل ينصرم |
ولم يرض الأستاذ سعد عن ذلك التمني بقوله مخاطبا الشاعر: (كثير منك يا شاعرنا القديم هذا الجحود وهذا العقوق لجداتنا وجداتك، لأمهاتنا وأمهاتك اللواتي أنجبن وربين.. معذرة إذا قلت أن بيتك هذا هو الذي يستحق هذا الحبل المعلق). |
قلت لو أن الشاعر بعَّض ولم يعمم للقي بيته قبولاً وإن لم يكن بالإجماع، لأن العجائز لسن كلهن يتمنى لهن التعليق بذلك الحبل.. ولكن فيهن من تستحق ذلك، أليس في القرآن الكريم قوله تعالى مخبراً عن نجاة النبي لوط وأهله من العذاب إلا امرأته العجوز {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ}. |
أما بيت الشعر فلم أعثر عليه فيما لدي من مراجع منسوباً لأحد بقدر ما وجدته باختلاف في ألفاظ عجزه، فمثلا وجدته (نحو السماء ثم الحبل ينصرم) بدلاً من (نحو الثريا وذاك الحبل ينصرم) و(تحت السماء وذاك الحبل ينصرم) وهذا الأخير ربما كان أرحم بهن في ذلك التمني بالتعليق نحو الثريا، لأن ما فوق قامة الإنسان يسمى سماء. |
|