Al Jazirah NewsPaper Sunday  30/03/2008 G Issue 12967
الأحد 22 ربيع الأول 1429   العدد  12967
باراك أوباما وهل يفاجئ العالم؟
عبدالله بن راشد السنيدي

من المعلوم لدى الكثير أن الشعب الأمريكي يتكون من خليط متعدد من القوميات والديانات فهناك من جذورهم أوربية وهم الغالبية وينتمي إلى هذه الفئة المرشح للرئاسة الأمريكية القادمة من الحزب الجمهوري والتي ستكون بدايتها العشرين من يناير سنة 2009م (جون ماكين) والمرشحة عن الحزب

الديمقراطي (هيلاري كلينتون) وهناك من الشعب الأمريكي من جذوره إفريقية وينتمي إلى هذه الفئة المرشح الديمقراطي (باراك أوباما) ويوجد من الشعب الأمريكي أيضاً من ترجع جذوره إلى قوميات أخرى من آسيا وأمريكا الجنوبية.

ولقد واجهت شريحة الأمريكيين الأفارقة معاناة قاسية في حقبة زمنية مضت وصلت إلى حد العزل العنصري بسبب النظرة غير الإنسانية لهم في تلك الحقبة من الزمن ولكن بسبب مجهود دعاة حقوق الإنسان وحماة الدستور في الولايات المتحدة ومنهم الرئيس الأمريكي الأسبق (أبراهام لينكلون) الذي حرر الإنسانية في أمريكا من الرق وداعية حقوق الإنسان الأمريكي ذو الأصل الإفريقي (مارتن لوثر كينج) الذي قتل بسبب جهوده في سبيل منح الأمريكيين السود حقوقهم.

نعم بسبب هذه الجهود الكبيرة حصل تحول كبير بالنسبة للأمريكيين ذوي الجذور الإفريقية أو السود فقد أزيلت تدريجياً عملية عزلهم وتم دمجهم مع الآخرين إلى أن وصل وضعهم إلى ما هو محسوس ومشاهد حالياً حيث ينعمون في الغالب بالتمتع بحقوقهم المدنية والسياسية كغيرهم من الأمريكيين الآخرين والدليل على ذلك توليهم المسؤولية في مناصب كبيرة بالدولة فوزير الخارجية الأسبق (كولن باول) سبق أن تولى رئاسة أركان الجيش الأمريكي، وكذلك داعية الحقوق (جاك جاكسون) الذي سبق أن رشح نفسه للرئاسة الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية تدار حالياً من قبل (كندا ليزا رايس) وقيام (باراك أوباما) بترشيح نفسه لمنصب الرئيس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي وأخيراً تولى (ديفيد باترسون) حكم ولاية نيويورك عاصمة المال والأعمال.

وباراك أوباما لا يزال متقدماً على منافسته في الترشيح عن الحزب (هيلاري كلينتون) وليس من المستبعد أن تنتهي هذه المنافسة بفوز (أوباما) بترشيح الديمقراطيين له كمرشح لهم في انتخابات الرئاسة أمام مرشح الجمهوريون (جون ماكين) وهو الأمر الذي يخشاه الحزب الجمهوري، فالجمهوريون يفضلون (هيلاري كلينتون) كمرشحة للحزب الديمقراطي وليس (باراك أوباما) للأسباب التالية:

- إن السيدة هيلاري سبق أن كانت في البيت الأبيض عندما كان زوجها (بيل كلينتون) رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من سنة (1992م) حتى (2000م) وبالتالي فإنه ليس لديها في نظر الجمهورين ما تقدمه في حالة انتخابها رئيسة للولايات المتحدة إضافة لما قدمته وزوجها خلال تلك الفترة.

أما (باراك أوباما) فهو شخصية جديدة في مجال الانتخابات الرئاسية الأمريكية ويحمل أفكاراً إصلاحية تنسجم مع مطالب الكثير من الأمريكيين ولذلك فقد استمال الكثير منهم.

- إن (هيلاري كلينتون) امرأة وهي تمثل تجربة جديدة في انتخابات الرئاسة الأمريكية قد لا تكون مقبولة لدى غالبية الشعب الأمريكي في الوقت الحاضر مما سوف يقلل حظوظها في الوصول إلى منصب الرئاسة الأمريكية.

أما (باراك أوباما) فهو ينتمي إلى إحدى الأقليات التي لم يسبق أن وصل أحد أفرادها إلى منصب رئيس الولايات المتحدة فهو يطمح في إحداث هذا التغيير في مجال السياسة الأمريكية، وقد ينجح في ذلك باعتبار أن الشعب الأمريكي يميل إلى التطوير والتغيير.

- وجود اختلاف كبير بين نظرة مرشح الحزب الجمهوري (جون ماكين) والسيد (باراك أوباما) حول الحرب في العراق، فالسيد ماكين يتبنى وجهة نظر الرئيس الأمريكي الحالي (جورج بوش) ويدعو إلى استمرار بقاء القوات الأمريكية رغم الخسائر إلى أن ينعم العراق بالأمن ويتمتع بالديمقراطية في حين يدعو (باراك أوباما) إلى أنه في حالة فوزه بالرئاسة سوف يقوم بسحب القوات الأمريكية في العراق فوراً وذلك لأن الحرب على العراق ليست مشروعة في نظره ووقف مسلسل القتل والتدمير لأفراد القوات الأمريكية وآلياتها في العراق حيث وصل عدد القتلى الأمريكيين يزيد عن (4000) قتيل وبلغت الخسائر المادية حوالي (600) مليار دولار وهذه الورقة هي التي سوف تساعد (أوباما) وسوف يشهرها أمام وجه (ماكين) في حالة فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي له كمرشح عنه في انتخابات الرئاسة وقد تؤدي إلى وصوله للبيت الأبيض خاصة وأن نسبة كبيرة من الأمريكيين لا يؤديون الحرب في العراق ويرغبون بسحب قواتهم من هناك.

- إن المرشح الجمهوري رغم كفاحه في حرب فيتنام ونشاطه السياسي الطويل إلا أنه رجل مسن (72) سنة وهو يمثل بذلك أكبر مرشح للانتخابات الرئاسة الأمريكية عبر تاريخها الطويل وهذه السن قد لا تساعده في تحمل أعباء منصب الرئيس الأمريكي الذي لا يقتصر مهامه داخل الولايات المتحدة الأمريكية بل في العالم أجمع باعتبار أن الولايات المتحدة هي القوة الأولى في عالمنا البشري المعاصر، أما (باراك أوباما) فهو شاب طموح (48) سنة يحظى بتأييد غالبية الشباب الأمريكي ففي حالة فوزه سيكون أصغر مرشح يصل إلى منصب الرئاسة الأمريكية بعد الرئيس الأسبق (جون كنيدي).

ولهذه الأسباب أصبح (أوباما) محلاً لهجوم الجمهوريين، فتارة يصفونه بقلة الخبرة، وتارة يصفونه بأن له جذور إسلامية لكون والده مسلم وأن القاعدة ستكون سعيدة بفوزه بالرئاسة.

إذاً فإنه مما تقدم يتبين أن الفرصة كبيرة لفوز (باراك أوباما) بترشيح الحزب الديمقراطي ثم منافسة مرح الحزب الجمهوري (جون ماكين) في انتخابات (نوفمبر) القادم كما أن حظوظه في الفوز على (ماكين) أيضاً كبيرة فهل يفاجئ (أوباما) العالم فيحظى بترشيح حزبه ثم يفوز على (جون ماكين) وبالتالي يحول دون استمرار الجمهوريين في السلطة وبالتالي أحداث التغيير. كل شيء جائز وإن العالم ينتظر ما يخبئه القدر له في ذلك.

فاكس 4032285



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد