Al Jazirah NewsPaper Sunday  30/03/2008 G Issue 12967
الأحد 22 ربيع الأول 1429   العدد  12967
حديث المحبة
الوعي.. ثم الوعي.. ثم الوعي
إبراهيم بن سعد الماجد

مشكلتنا في هذا المجتمع أعني المجتمع السعودي قلة الوعي، وأقصد بقلة الوعي عدم إدراكنا لحجم المسؤولية الملقاة على عواتقنا تجاه وطننا الذي لا أبالغ إذا قلت: إن الشعب السعودي وبكل أسف يعد من أقل الشعوب العربية اهتماماً بوطنه في جوانب كثيرة وتشارك الأجهزة الحكومية في صنع هذه المشكلة بشكل أو بآخر، لنأخذ جزئية بسيطة جداً في هذا المساق، وأسألكم وبكل صراحة هل قام أحدنا يوماً ما بإبلاغ الجهات المختصة عن مشكلة يرى من وجهة نظره أنها ربما تسبب عائقاً لمسار هذا الطريق مثلاً؟ وفي المقابل هل طلب مسؤول عن الخدمات من أهل حي ما وجهة نظرهم في قضية تهمهم قبل غيرهم ليأخذ بأحسن الآراء من أجل تلافي الوقوع في خطأ ربما يكلف ميزانية إدارته أضعاف ما أنفق؟

بكل أسف لا هؤلاء ولا هؤلاء يفعلون ذلك، بل إن المسؤولين في غالب الأحوال لا يقبلون أي نقد لمشروع بدأ العمل فيه وكأنهم لا يريدون الصالح العام..!! في اعتقادي أن يتوقف المشروع حتى ولو كان قد بدئ العمل فيه لأخذ آراء الناس أفضل بكثير من الاستمرار فيه رغم الانتقاد الموجه إليه، نحن مجتمع مثالي أو هكذا أتمنى إلا فيما يتعلق بالوطن فإننا سلبيون إلى درجة مزرية، وحتى لا أتهم بالمبالغة لننظر إلى تصرفاتنا اليومية مع كثير من المنشآت الحضارية في وطننا من حدائق عامة وشوارع بل مع ما نستخدمه من أجهزة وضعت لخدمتنا وسنعود إليها اليوم وغداً وبعد غد.. كل تصرفاتنا لا تنم عن أي درجة من الوعي، في الشوارع تشاهد عدم الاهتمام بأي مرفق صغر أو كبر، في الحدائق، في المساجد، في المستشفيات.. إلى آخر المنظومة الخدمية لا أحد يشعر باهتمامه بهذا أو ذاك وكأن الوطن شيء معار نستخدمه اليوم ونرميه غداً.. كل هذا نتيجة قلة الوعي، وقلت الوعي لم تأتِ هكذا وإنما أتت من عدم اهتمام المؤسسات التعليمية ببث هذه الروح. روح المسؤولية.. روح المواطنة الحقة في نفوس النشء، وإشعارهم أن الوطن ملك للجميع، وأن كل منشأة فيه هي في الحقيقة ملك مشاع للجميع، ونزع نظرة (حلال الحكومة) من الأذهان وإحلال (ملك الوطن) وهي العبارة الصحيحة التي يجب أن ترسخ في ذهنية كل أبنائنا.



almajd858@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5968 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد