المجالس مدارس وكان الأوائل لديهم ما كان يعرف باسم (دار الندوة) وهي مقر اجتماع كبار القوم ومجالس البادية التي أدركت طرفا منها، وكانت درساً في الأدب واحترام الآخر وكان المتحدث فيها معلماً بما يفيد الحضور سواء في إيراد قصة معبرة في الشهامة أو الكرم أو الإيثار على النفس أو رد الجميل أو في شعر مليء بالحكمة والعبر والتعبير وتصوير الحدث بدقة ومصداقية، وكانت العلاقة أيضاً فيما بين الأوائل صافية في الأغلب، العكس تماماً سواء في المجالس (الاستراحات) الشللية أو الأشعار الهابطة والكل أصبح يدرك ويعي وهناك من يتصور أن الإنسان العادي لم يدرك هذه الأمور وهو مستمر في مهايطاته الغثة سواء في المجالس الخاصة أو وسائل الإعلام ولم يعلم أن ذلك يفضحه بين الملأ عندما يظهر ما في صدره ليبين للجميع صدق المثل القائل (كل إناء بما فيه ينضح).