إذا كان الشعر من أدوات الزينة في الجسم لما له من دور تجميلي، فإنه من المؤكد كذلك أن له وظائف حيوية في حماية فروة الرأس من أشعة الشمس. من هنا ضرورة التعرّف على الحقائق الخاصة به.
كل شعرة في الرأس عبارة عن خيط من نسيج بروتيني ميّت. وفي الرأس ما متوسطه مائة ألف من هذه الخيوط. وشعرة رأس الإنسان تنمو باطراد ثلاثاً إلى خمس سنوات، ثم تبلغ غايتها في النمو وتتوقف عنه، وبعد (موتها) بثلاثة أشهر تسقط من الرأس. ولدى انقضاء ثلاثة أشهر أخرى تأخذ في النمو مكان الشعرة الميتة الساقطة شعرة جديدة.
في الأحوال العادية يكون 90% من شعر الإنسان في مرحلة نموّه. أما الـ10% الباقية فتكون في مرحلة (استراحة). يسقط من رأس الإنسان وسطياً في كل يوم عدد يتراوح بين 50 إلى 100 شعرة ويتأتى سقوط الشعر الميت عن دفع الشعر الجديد له لاحتلال مكانه.
بعض الناس يسرف في غسل شعر رأسه، وليس هنالك قاعدة طبية يوصى بها بهذا الشأن، إلا قاعدة أن يغسل الشعر كلما دعت دواعي النظافة إلى غسله.
وليست هنالك من حاجة لإنفاق مبالغ كبيرة من المال لشراء الشامبو الفاخر وغسول الشعر الباهظ الأسعار. وخير أنواع الشامبو ما كان لطيفا خاليا من المواد المخرّشة ويجب ألا يستعمل منه إلا كمية قليلة مع كثير من الماء الجاري.
ومط الشعر عند تجفيفه يتلفه. واستعمال مجفف للشعر مرتفع الحرارة يسبب تقلصه وتلفه أيضا، مما يستلزم مراعاة اللطف عند تجفيف الشعر المبتل. وإذا تطلب الأمر أن تلصق السيدة المجفف بخصل شعرها، فلتحاول ألا تشده بالمجفف، بل يجب أن يظل توتر الشعر في حالته الدنيا.
أسباب الصلع
إن كثيرا من الرجال يقلقهم تساقط شعورهم وبدء خفة الشعر على رؤوسهم ورقة كثافته. إن هنالك عدة أسباب للصلع. ولكن أكثرها شيوعاً ما كان وراثياً. وليس الصلع ناشئاً عن ضعف الدورة الدموية في فروة الرأس، لذا فإنه لا فائدة من محاولة تنشيط الدورة الدموية في هذه المنطقة، أملاً في عودة الشعر إلى النمو. كذلك فإن الصلع لا يعود إلى كون فروة الرأس زيتية أو جافة. ومحاولة معالجة هاتين الحالتين لا تفيد في وقف خفة شعر الرأس.
واللجوء إلى القوة والعنف في تمشيط شعر الرأس، قد يحمل الشعرات المستريحة على السقوط، وهي ساقطة مع الأيام على كل حال.
وما من شيء يأكله الإنسان أو يشربه (إلا في حالة نقص التغذية الحقيقي)، يمكن أن يحدث فرقا من هذه الناحية لذا فإن تعاطي مكملات الفيتامينات لا تجدي فتيلا.
قد لا تؤدي خصلات الشعر الجميلة أحيانا، سوى دور تجميلي، ولكنها تلعب أيضا دورا حيويا في ما يضطلع به الجسم البشري من وظائف، فشعر الرأس مثلا يهمد الصدمات التي تصيب الجمجمة، وتبقي فروة الرأس دافئة محمية من أشعة الشمس.
إن المكوّن الرئيس للشعر (والأظافر كذلك) هو بروتين صلب اسمه كيراتين Keratin، تنتجه الخلايا القائمة في أصل الشعرة والظفر. وفي الوقت الذي تتجاوز فيه الشعرة في نموها حدود سطح الجلد فإنها لا تعود نسيجاً حياً.
د. عبدالعزيز النوشان
استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر