أعلم جيدا أن منتخبنا بإمكانه أن يصل إلى المونديال القادم.. لكن ما أعلمه أكثر بل وأجزم به أن الجماهير السعودية لا تملك أعصابا من حديد.. ولا قلوبا بلاستيكية.. لتشاهد منتخب بلادها بهذا المستوى الباهت.. والأداء غير المنسجم.. والتباعد بين الخطوط.. لرحلة ننشد فيها المستوى المتطور.. والوصول للمونديال دون عناء.. ودون حسابات معقدة.. والأهم أننا عندما نصل ونشارك في المونديال ننتظر المشاركة الفاعلة المشرفة.. فهذا هو الأهم وهذا هو المطلب..!
أمام المنتخب الأوزبكي قدمنا مستوى لم يألفه أحد.. وظهرنا بفريق يفتقد للانسجام.. وجاءت جميع الخطوط دون استثناء مفككة.. وغير مترابطة.. وتشعر وكأن الفريق يلعب لأول مرة.. وافتقدنا للاعب الذي يقوم بربط الخطوط.. وقيادة وسط الملعب.. فكل ما شاهدناه.. لياقة ضعيفة.. وبطء واضح في نقل الكرات.. وتثاقل في الملعب.. وكرات مقطوعة بعشوائية..!
منذ نهاية مباريات كأس آسيا الأخيرة.. ومنتخبنا متأرجح المستوى.. وبتشكيل غير ثابت.. وأداء غير مقنع.. كل هذا بسبب الإرهاق الذي أصاب أغلب نجوم المنتخب بسبب برمجة مسابقاتنا الداخلية الغريبة.. ناهيك أن المنتخب استعد لمباراة المنتخب الأوزبكي بمعسكر عشرة أيام دون أن يخوض لقاء وديا.. يخلق الانسجام.. ويكشف بعض النواقص التي لا نكتشفها عادة إلا في وسط المنافسات.. لأننا لو لعبنا مباراة ودية واحدة.. لاكتشفنا مثلا أن وليد عبدربه غير قادر على الملعب وهو اللاعب الذي مر خلال الأيام الماضية بظروف صعبة عاشها مع ناديه.. من تراجع في المستوى ومشاكل مع جماهير ناديه.. وأقحمناه في المشاركة أساسيا وهو غير مهيأ تماما للعب..!
كما أن أنجوس يبدو أنه ما زال غير مقتنع تماما أن هناك مباريات تحتم ظروفها اللعب بطرق (حذرة) إلا أنه لا يفرق بين مباراة نلعبها على أرضنا أمام سنغافورة.. ومباراة نلعبها أمام المنتخب الأوزبكي على أرضه وبين جماهيره.. وهذا هو الواقع الذي شاهدناه في المباراتين..!
ما زلنا نفتقد للانسجام.. وما زلنا نكرر أخطاءنا التي وقعنا بها قبل عشرين عاما.. بدخول أكثر من خمس عناصر جديدة عند كل تشكيل.. حتى وإن كان الفارق الزمني بين المشاركات لا يتعدى أسبوع واحد.. لسنا ضد ضم أي لاعب بارز.. فالأبواب مفتوحة أمام كل عنصر يثبت جدارته.. بيد أن جميع الفرق والمنتخبات العالمية.. لا تستبدل عناصرها بهذه السهولة التي نفعلها نحن مع منتخبنا..!
البقاء.. للأفضل..!
جاء وصول فريق النصر لنهائي كأس الأمير فيصل.. ليؤكد أشياء مهمة ويرسخ عدة مفاهيم.. ويؤكد أيضا أن هناك جملة حقائق أبرزها حقيقة أن البقاء دائما يجب أن يكون للأفضل..!
وأقصد هنا بالأفضل.. أي العناصر التي تمثل الفريق.. ففي كأس الأمير فيصل تميزت المجموعة النصراوية بأكملها بالحضور الجيد.. وقدم الفريق عروضا جيدة ومقنعة إلى حد كبير.. وكان كل هذا بسبب بسيط.. ولا يحتاج أي متابع لعناء كبير للتعرف عليه.. وهذا السبب يتمثل في أن من مثل النصر في هذه المسابقة أو لنقل في أغلب المباريات هي العناصر التي تستحق المشاركة عطفا على ما قدمته من مستويات.. بعكس مباريات الدوري.. التي غابت فيه الأسماء الجديرة.. وحضرت غير الجديرة.. فعاش الفريق في أجواء متقلبة من جميع النواحي..!
المشكلة أن من مثل النصر في دوري هذا الموسم أو المواسم السابقة التي غاب عنها الفريق عن أجواء المنافسة.. كانت تحظى باهتمام مبالغ فيه على حساب عناصر مؤهلة.. نعم تعددت الوجوه في بعض المباريات لكنها بكل تأكيد كانت من فئة أنصاف اللاعبين.. في الوقت الذي غابت أو غيبت أسماء كانت جديرة بتمثيل الفريق..!
ولن أتحدث كثيرا عن اللاعبين غير السعوديين الذين ذهب جل وقتهم بين مقاعد الاحتياط وبين غرفة العلاج.. ولم يكن لهم من إيجابية سوى أنهم فازوا بلقب أسوأ اللاعبين إذا استثنينا البرازيلي ايلتون في بعض المباريات.. ففي كل موسم يغيب الجديد المفيد عن الطاقم النصراوي.. حتى في مرحلة التجديد التي شهدها الموسم الفائت.. أبعدت عناصر مفيدة وتم الإبقاء على أقل منها وبمراحل..!
على أية حال.. على النصراويين إن أرادوا بناء فريق للمستقبل أن يحافظوا على فريقهم الذي مثله في كأس الفيصل.. بعيدا عن التأشيرات الوقتية.. وبعيدا عن الحسابات غير الواقعية.. وأن يدعموا هذا الفريق كي يصمد ويشتد عوده ويكون هو فريق المستقبل.. وأن تطرح فيه الثقة كاملة كي يمثل النصر في المسابقات القادمة.. وألا تكون نهاية مشاركاتهم بنهاية مباراة الهلال..!
للتعاونين فقط..!
على التعاونيين أن يصلحوا ما أفسدوه.. وساهم فيه غيرهم.. دون أن يرموا بالمسؤوليات.. ودون أن يرموا التهم على بعضهم البعض.. فلا وقت الآن لتصفية الحسابات.. ولا رمي التهم.. فالوقت الآن هو وقت العمل بإخلاص وتفان.. ووقت العمل من أجل التعاون.. والتعاون فقط..!
أعلم علم اليقين أن التعاونيين واجهتهم ظروف أصعب وأقسى من التي يعيشوها الآن.. وتجاوزوها.. لأن التعاونيين في ذلك الوقت حضروا من أجل التعاون.. دون حسابات أخرى.. وجعلوا كل الملفات القديمة والحاضرة خلف ظهورهم.. وظهورا من أجل التعاون.. وبالتالي تجاوزا كل الظروف والصعاب..!
إن الاجتماعات التعاونية (المثمرة) التي حلت كثيرا من مشاكل التعاونيين في وقت مضى.. كفيلة بعلاج الأزمة التعاونية الحالية.. إذا ألقى (البعض) حساباتهم خارج أسوار النادي وجاءوا من أجل التعاون.. فليخرج التعاونيون من (تقاعسهم) وأجزم أنهم سيفعلون حبنا بناديهم.. ويقينا بأن هذا الوقت هو وقت العمل الجاد..!
أيام وليال تعاونية مملة.. ولو علم أعضاء الشرف واللاعبين والإدارة.. إن هموم التعاون تلاحق جماهيره في كل مكان.. لما فعلوا كل ما فعلوا.. ومشوار التعاون في الدوري بما فيها مباراة سدوس بالأمس.. يجب أن يتجاوزها التعاونيون.. ويعملوا للمتبقي.. ولا أعتقد أن التعاون بحاجة الآن إلى لجنة تدير فريقه الكروي.. ولكنه بحاجة إلى (رجل) واحد يدير الدفة ويوقف العبث الحاصل بالفريق وعلى تلاعب بعض عناصره الذين حصلوا قبل خمسة أشهر على كأس الأمير فيصل..!!
ما يجب أن يعرفه كل لاعب تعاوني أن للتعاون فرصا وفيرة لتصحيح الوضع.. ومسح الصورة الضعيفة التي ظهر بها الفريق أغلب مباريات الموسم.. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يدرك اللاعبون هذا الشيء (؟) وهل يدركون أن جماهيرهم بعد كل خسارة يتعرض لها الفريق تضرب كفا بكف ولا جدوى لها غير ذلك؟!
آخر الكلام
ما هو واضح للعيان أن الاتحاد يشكو من علاقة متوترة بين رموزه وأن هناك من يحاول أن يدير النادي بالمزاحمية والعواطف بعيدا عن المنطق.
yazid1_5@hotmail.com