Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/03/2008 G Issue 12966
السبت 21 ربيع الأول 1429   العدد  12966
ترسيخ الشراكة في العمل التربوي
منصور إبراهيم الدخيل-مكتب التربية العربي لدول الخليج

إن تطوير التعليم في مجتمع المعرفة والانكباب على حل مشكلاته لم يعد شأن الدول فحسب بل صار مشروعاً مجتمعياً ومهمة تقضي ضرورة مشاركة الجميع كل في زاويته ومن موقعه الخاص بما يحقق آمال الجميع وطموحاته من أجل التنمية المستدامة والانخراط الفعال في مجتمع المعرفة بفاعلية وإيجابية ومن هنا نرى كيف أصبح لمفهوم الشراكة حضور كبير في خطب وتصريحات المنظمات الدولية المهتمة بقضايا التربية والتنمية البشرية بل وكيف أصبح التعاون والتعايش والتآخي وقبول الآخر واحترامه في نفس الوقت أحد السمات المهمة والبارزة والمميزة للخطاب التربوي في مستهل الألفية الثالثة هذا التوجه أصبح مطلباً عند الجميع وبالمقابل هناك مشاركة التي يقصد بها مختلف الإسهامات والمبادرات التي يقدمها الأفراد والجماعات مادية أو عينية وتحمل صفة هذه الإسهامات والمبادرات أنها طوعية وغير مفروضة عليهم ويطلق عليها التوجه الإرادي الحر للمواطنين للإسهام طواعية في تنمية المجتمع بدافع من الوعي الذاتي والشعور بالمسؤولية هذا النوع من المشاركة بدأ ينتهجه بعض الشركات ورجال الأعمال وإن كان ليس في مستوى التطلعات ولكنه يبشر بخير وخصوصاً في مجتمعنا الخليجي فصاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير رئيس مجلس إدارة شركة المراعي الذي رسخ هذا المفهوم وليس في شركة المراعي بل في جميع الشركات التي يكون طرفاً فيها ومنذ زمن بعيد وهذا ليس مستغرباً من سموه الذي تفاعل مع هذه الحياة من خلال مورث ثقافي اكتسبه في ظل تربية متكاملة قوامها مخافة الله والتسلح بالعلم والمعرفة واكتساب شيم العرب ومكارم الأخلاق عندهم الذي رسخه والده رحمه الله الأمير محمد بن سعود الكبير الذي يعتبر أحد الهامات التي يفتخر بها المواطن السعودي فابنه سمو الأمير سلطان استطاع أن يجعل عمل والده مستمراً في هذه الحياة بحثاً عن الأجر والثواب من الله فحضوره للمؤتمر الصحفي المخصص لجائزة التفوق الدراسي لطلبة التعليم العام بالدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج الأربعاء 20-2-1429هـ الموافق 27- 2-2008م من المشاهد التي تعزز ذلك والتي جاء فيها أن دعم شركة المراعي لهذه الجائزة يأتي إيماناً منها بضرورة توظيف الجانب الإنساني والاجتماعي تجاه مجتمعها ومواطنيها واستطرد قائلاً: إن الشركة تشعر بالسعادة وهي تدعم مثل هذه الأعمال كما أهاب برجال الأعمال إلى المساهمة الفاعلة في دعم الأنشطة التي تخدم شباب الأمة، كذلك تطرق سموه إلى شركة المراعي قال: إن لها مبادرات إنسانية ومتنوعة مثل مساعدة بعض الطلاب في مواصلة تحصيلهم الجامعي وكذلك دعمها لبعض البحوث التي تقوم بها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أيضاً تطرق إلى اختياره من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليكون من المؤسسين لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، حيث أشار إلى التنسيق والتعاون بين المؤسسة والمراعي في هذا الإطار وتوالت الأسئلة على سموه وكان من بينها على أن هناك اتجاهاً بتأسيس جمعية خيرية تحمل اسم سموه فقال: ليس عندي توجه حول هذا الموضوع ولن أفكر فيه إطلاقاً وقال سموه: المهم وصول الخير لمستحقيه من خلال قنوات موثوقة بعيداً عن الإعلام وخلاصة القول: إن مشاركة سموه في هذا المؤتمر الصحفي هي دعم كبير وفاعل وتوجه باستعداد رفع قيمة الجائزة حسب ما يراه المكتب لأنه ينظر إلى المال أنه ليس له أهمية أو قيمة إذ لم يوجه إلى أعمال خيرية تخدم أبناء الأمة أيضاً من المتحدثين في هذا المؤتمر الصحفي معالي الدكتور علي بن عبدالخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج الذي تحدث عن تطوير التعليم في الدول الأعضاء بالمكتب من خلال وثيقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أقرها أصحاب الجلالة والسمو كذلك دور المكتب في تطوير التعليم في العالم العربي من خلال التعاون مع الجامعة العربية والأجهزة التابعة لها بالإضافة إلى تعاون المكتب مع المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، وقد ركز في حديثه أنه لابد من إحداث تغيير في دور المتعلم في المدارس كمتلق يصدق كل ما يسمع وينفذ كل ما يقال إلى دور المتعلم النشط الذي يستخدم قدراته العقلية في التفكير كذلك تحدث عن الإعلام غير السوي الذي يهدد هويتنا الثقافية والذي تنبأ المكتب به منذ فترة طويلة من خلال الندوات التي عقدت حوله ومن أهمها ماذا يريد التربويون من الإعلاميين واختتم حديثه بالمقولة التي يرددها الذين يسعون إلى المثالية (كان بالإمكان أن يكون أحسن مما كان).

والله الموفق،،




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد