Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/03/2008 G Issue 12966
السبت 21 ربيع الأول 1429   العدد  12966

بدون عنوان
عبدالله إبراهيم حمد البريدي

 

كما أن اسم هذا المقال (بدون عنوان) فإني سأبدأ به بدون مقدمات، فألقي أسئلة على من حرم نفسه حب وقبول الناس له لسبب بسيط وهو:

أنه نادراً ما يبتسم، أو أنه لا يبتسم أبداً، فأسأله:

هل تخسر ريالاً أو ألفاً إن ابتسمت؟

هل تصاب بمرض فتاك إن ابتسمت؟

هل تُفصل من عملك إن ابتسمت؟

هل يقام العزاء في منزلك إن ابتسمت؟

بالتأكيد فلكل ما سبق من أسئلة هناك إجابة واحدة فقط، وهي (لا).

إذاً.. أيها القريب والجار وزميل العمل.. وأيها الإنسان في كل مكان:

ما المانع أن تبتسم؟

ابتسم، وابتسم، ثم ابتسم، ولا تتوقف عن الابتسام لكل الأنام.

ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :(وتبسمك في وجه أخيك صدقة)؟

الابتسام في وجوه الناس لا يكلف مالاً ولا جهداً، ولكن تأثيره عظيم.

إن سمينا التبسم للآخرين (رسول المحبة) فلا مبالغة في ذلك..

وإن سمينا الابتسام (بوابة دخول للقلوب) فهذه هي الحقيقة ولا شك..

إنك تقابل فرداً لم تقابله من قبل ولا تعرف عنه أي شيء، ثم تفارقه، وفي نفسك ودٌّ له ومحبة، وقبول لا مبرر له إلا لأنه مبتسم وذو بشاشة. وعلى العكس تماما تقابل إنسانا آخر، ثم تفارقه ولا تجد له قبولا في نفسك، بل إنك تسعد وتفرح لبعده، وتتمنى في قرارة نفسك عدم مقابلته مرة أخرى!

والسبب كونه متجهما وعابسا مكفهر الوجه.

أيها العابس المتجهم في وجه الناس، ما سبب عبوسك وتجهمك؟ لا تجعل الهموم والمشاكل سببا لعدم ابتسامك، فإن كل من حولك يعانون ويهتمون، ويواجهون مشاكل مثلك وأكثر. بل إننا نرى من الناس من تحيط به المشاكل إحاطة السوار بالمعصم، وتتوالى عليه المصائب، ومع ذلك لم تفارق الابتسامة محياه، ويراه من لا يعرفه فيظنه أغنى وأسعد الناس! ما أطيب وأجمل فعل الذي تأتي إليه لتعزيه في أعز وأقرب الناس إليه، فتراه يوزع ابتساماته على المعزين، وكأنه داعيهم إلى وليمة لمناسبة ما!!

الأرزاق والأعمار مقدَّرة، وقدَّرها مدبِّر الكون سبحانه وتعالى، فعلام الهم والغم والكدر والعبوس؟؟؟

يسأل سائل: ما الذي يجعل فقيراً أو مصاباً بمرض عضال أو فاقداً لعزيز، أو خاسراً لمال أو تجارة يبتسمون كثيراً؟ إنها النفس أو الروح الراضية بأقدار الله، المؤمن صاحبها إيماناً تاماً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.. فما أسعد صاحبها!

* دعوة للابتسام من إيليا أبي ماضي:

قال السماء كئيبة وتجهما

قلت ابتسم يكفي التجهم في السما

قال الصِّبَا ولَّى فقلت له ابتسم

لن يرجع الأسفُ الصبا المتصرما

قال الليالي جرّعتني علقما

قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما

فلعل غيرك إن رآك مرنماً

طرح الكآبة جانباً وترنّما

أتراك تغنم بالتبرم درهماً

أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟

قال البشاشة ليس تسعد كائناً

يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما

قلت ابتسم ما دام بينك والردى

شبر فإنك بعدُ لن تتبسما

Al-boraidi@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد