أأرحل قبلك أم ترحلين |
وتغرب شمسي أم تغربين |
ويَنْبَتُّ ما بيننا من وجود |
ونسلك درب الفراق الحزين |
ويذبل ما شاقنا من ربيع |
تؤرجه نفحة الياسمين |
وتسكب سحب الأسى وابلاً |
على مرقدٍ في الثرى مستكين |
|
فإن كُنْتُ بادئ هذا الرحيل |
فيا حزن رُوْحٍ براها الحنين |
وإن كُنتِ من قد طواها المدى |
فيا فجعة لفؤادي الطعين |
لقد كُنتِ لي سعد هذا الوجود |
ويا سعدنا بصلاح البنين |
هُمُ الذخر دوماً بهذي الحياة |
وهم كنزنا بامتداد السنين |
|
سلكنا سويا طريق الحياة |
وإن شابها كدرٌ بعض حين |
لقد كُنتُ نعم الرفيق الوفيّ |
وأنتِ كذاك الرفيق الأمين |
لك الحمد يا رب أن صغتها |
خدينة دينٍ وعقلٍ رصين |
تسابقني في اصطناع الجميل |
وتغبطني في انثيال اليمين |
فيا زخَّة من سحاب رهيف |
ويا نفحة من سنا المتقين |
حياتي بدونك حرٌّ وقرٌّ |
وأنت على صدق ذا تشهدين |
وينفض سامرنا موغلا |
رحيلاً إلى أكرم الأكرمين |
|
|
|