الجزيرة - ياسر المعارك
وصف أكاديمي وإعلامي سعودي الإعلام المحلي بالمهلهل بسبب أساسات المؤسسات الإعلامية (الصحافة، التلفزيون، الإذاعة) واستراتيجيتها العملية التي تعتمد على العمل التعاوني غير المتفرغ للإعلاميين.
وقال وكيل كلية الآداب بجامعة الملك سعود الإعلامي المخضرم الدكتور محمد بن سليمان الأحمد ل(الجزيرة) ان الإعلام أصبح العامود الفقري للحراك اليومي العالمي، وما نشهده الآن من ثورة إعلامية هائلة في كافة مجالاتها وأنواعها يعزز أهمية الإعلام والدور الذي يلعبه في دعم السياسات والتواصل بين العالم.
وأضاف الأحمد أن إعلامنا السعودي أصبح يقدم عدداً من المواد بشكل مهلهل وغير مهني مرجعاً ذلك بسبب اعتماد المؤسسات الإعلامية على عدد كبير من المواطنين غير المتفرغين وبعضهم يحمل صفة إعلامي وهو لا يمتلك أدنى الأسس لمبادئ الإعلام في اختصاصه وبالتالي كيف ستكون مستوى مخرجات هذا الإعلامي غير المتفرغ.
وأبان الأحمد أن أسباب الاعتماد بشكل رئيس على العمل غير المتفرغ ضمن إطار سياسة المؤسسات الإعلامية القائمة على تقليل التكاليف المادية على اعتبار توظيف 3 متعاونين غير متفرغين براتب إعلامي واحد متفرغ.
وأبان الأحمد أن هناك العديد من السلبيات الرئيسية والتي تؤخذ على الإعلاميين غير المتفرغين منها عدم وجود الوقت الكافي، فهو مشغول بعمله الرئيس لدى إحدى الجهات الحكومية في الغالب والتي ربما يعمل بها في الصباح بتخصص وتجده إعلاميا بتخصص آخر إضافة إلى كون بعض الإعلاميين قد يخفون عن مؤسساتهم الإعلامية بعض الأحداث الهامة التي تحصل في عملهم الرئيس خوفاً من بعض الإشكاليات التي تظهر تبعاً للمعلومات التي أدلى بها وهنا نجعلنا نقول ان المتعاون سيؤدي عمل المراسل وتلميع للجهة التي يعمل بها بشكل غير موضوعي ومخالف لمعايير العمل الإعلامي ونقل المعلومة كما هي دون زيادة أو تحريف.
وراهن الدكتور الأحمد على نجاح مخرجات أقسام الإعلام بالجامعات السعودية شريطة أن يتوفر لها وظائف جيدة مع تدريب على رأس العمل مؤكداً أنهم الأحق والمؤهلين للعمل الإعلامي وقان الدكتور الأحمد ان الإحصائيات تشير إلى نيويورك تايمز والواشنطن بوست انهما تعتمدان بشكل كبير على الإعلامي المتفرغ حيث يعمل فيها لا يقل عن 600 شخص متفرغ بقسم الأخبار وحدها لذا تجد الأخبار معلوماتها متكاملة وصياغة مهنية عالية وترضي رغبة القارئ.
وعند سؤاله عن بعض المؤسسات الإعلامية حول أن مناهج الاعلام بالجامعات السعودية قديمة وغير حية أبدى الدكتور الأحمد استغرابه قائلاً (مناهجنا لم نستوردها من المريخ) فهي مناهج عالمية تدرس في أعرق صروح الاعلام الأكاديمي وتدرس في جميع الجامعات العالمية.
مشيراً أن أعضاء هيئة التدريس في أقسام الإعلام مؤهلين بشكل عال علمياً ومهنياً وحاصلين على أعلى الدرجات الأكاديمية من دول أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
وقد تخرج على أيديهم العديد من طلاب الإعلام وهم الآن يحققون نجاحات جيدة على الساحة المهنية الإعلامية. كذلك هناك أسماء لامعة كثيرة ومنها (عبدالعزيز بن سلمة) سعد الحارثي، سلطان البازعي، طارق إبراهيم، داوود الشريان.