نيويورك - بيروت - الوكالات
أكدت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري أمس الجمعة أن هذه الجريمة نفذها أفراد (شبكة إجرامية) بعضهم ضالع في اعتداءات أخرى شهدها لبنان، من دون تسميتهم.
وأوضح التقرير الذي رفع إلى مجلس الأمن الدولي ونشر أمس بإمكان اللجنة الآن أن تؤكد استناداً إلى أدلة تملكها، أن شبكة من الأفراد تحركت معاً لارتكاب عملية اغتيال الحريري، وأن هذه الشبكة، أو بعض أفرادها مرتبطون باعتداءات أخرى يشملها تفويض اللجنة ونفذت في لبنان منذ العام 2004
وأضافت اللجنة في التقرير الواقع في تسع صفحات أن اولوية اللجنة هي حاليا جمع عناصر أدلة إضافية بشأن الشبكة وحول عمق علاقاتها بالاعتداءات الاخرى، وأوضحت أن هذه الشبكة (شبكة الحريري) كانت موجودة قبل الاعتداء وراقبت الحريري قبل اغتياله... ولا يزال جزء على الاقل من هذه الشبكة موجوداً وناشطاً بعد الاعتداء، ولم يذكر التقرير اسم اي مشتبه فيه أو عضو مفترض في الشبكة لأسباب أمنية.. وشدد على أن أسماء الافراد لن تظهر إلا في البيانات الاتهامية المقبلة التي سيصيغها المدعي العام عندما تجمع أدلة كافية، ولجنة التحقيق الدولية التي شكلت للتحقيق في حادث اغتيال الحريري الذي وقع في شباط - فبراير 2005، فوضها مجلس الأمن الدولي لاحقاً لتقديم مساعدة للحكومة اللبنانية في التحقيق في حوالي 20 حادث اعتداء وقع في لبنان منذ العام 2004 وغالبيتها استهدفت شخصيات مناهضة لسوريا.
وهذه الوثيقة الجديدة هي التقرير المرحلي العاشر الصادر عن لجنة التحقيق الدولية، لكنه الأول الذي يصاغ منذ تولي رئيس اللجنة الجديد الكندي دانيال بيلمار مهامه. وحل بيلمار مطلع العام الحالي محل البلجيكي سيرج برأميرتس. وعلى صعيد تعاون سوريا اعتبر التقرير أن التعاون الذي تقدمه السلطات السورية (يبقى مرضيا بشكل عام).
وكان رئيس لجنة التحقيق الدولية الأول ديتلف ميليس أشار في التقارير الأولى للتحقيق إلى وجود أدلة متقاطعة حول ضلوع مسؤولين أمنيين سوريين ولبنانيين كبار في الجريمة. كما اتهم سوريا بعدم التعاون.
في المقابل تتزايد مشاعر القلق بين اللبنانيين خشية اندلاع موجة جديدة من الاغتيالات السياسية في البلاد في أعقاب القمة العربية المقرر أن تعقد في دمشق اليوم السبت وغدا الاحد التي تقاطعها الحكومة اللبنانية. وتلخص سناء الصلح، وهي ربة منزل المشاعر التي تنتاب الكثيرين من المواطنين اللبنانين في هذا الشأن قائلة: تنتابنى مخاوف كبيرة بأن لبنان سيدفع ثمنا باهظا لمقاطعته القمة. وقال النائب البرلمانى مصطفي علوش المناوئ لسوريا أن لبنان يبحر اليوم في مياه مضطربة مضيفا أن الجميع يواصلون الجهود لمنع انزلاق البلاد صوب حالة من الشلل التام. وقال رجل الأعمال سعيد طحان: إنه سيتم تحميل اللبنانيين مسؤولية فشل القمة في سوريا وإننا - اللبنانيين - سندفع ثمنا باهظا للخلافات الإقليمية والدولية.. كالمعتاد. ويتوقع وزير الإعلام اللبنانى غازى العريضى تزايد التوتر السياسي في أعقاب القمة لأن سوريا ستطلب من حلفائها في لبنان (بقيادة حركة حزب الله) أن يصعدوا معارضتهم.
وأكد النائب علوش وجود مخاوف بين الأكثرية الحاكمة من تصاعد موجة الاغتيالات السياسية عقب قمة دمشق، وقال علوش إن ما أسماهم بالقتلة سينطلقون في الشوارع من جديد ولكنه أكد أن اللبنانيين ليسوا بخائفين.