استطاع مهرجان الجنادرية - في بداياته - أن يستقطب أسماءً بارزةً كان لبعضها مواقف مناوئة من سياسة البلد وثقافته ومجتمعه، وأُتيحت لهم لقاءات رسمية وشخصية، وحوارات مفتوحة ومغلقة؛ فرأوا عياناً ما التبس عليهم بياناً، وعاد أكثرهم بمفاهيم جديدة قرَّبت المسافات البعيدة.

** ممارسة ناضجة تؤكد أهمية الإعلام غير المباشر في تغيير الصورة النمطية السائدة أو جانب منها دون أن يستدعي ذلك دعوة الناس وفق التصنيفات المعويّة والضديّة، وقد عهدنا من يمدح ما دام في مدار الوصل، حتى إذا تجاوزوه زمن الفصل عاد إلى نُكْسه، وبدأ التلويح بأوراقه القديمة، ما يؤكد أنهم ما يزالون يمارسون الارتزاق المبتدئ بالنفاق والمنتهي بالشقاق.

** وفي هذه الأيام يتجه اللوم لجهات تستضيف بعض هؤلاء ممن لهم مواقف معادية، وليتها شُكرت؛ فما عُهد أن جاءت الدعوات وفق منهج الولاء إلا إذا كان المستهدفون نوعيات تقبض ثمن كلماتها حين المدّ ثم تتنكر وقت الشدّ.

** لو عومل الكتاب وفق آرائهم لمنعوا من دخول معظم الدول، غير أن النقاش الحر كفيل بالتلاقي دون ضرورة للتماهي، ولكثيرين مواقف متمايزة مع السياسات الغربية وتحديداً الأميركية ولم تجيء التأشيرات وفق الإشارات.

** انتهت مرحلة الحساسية من النقد؛ فلم يعد أحد في منجى منه، وآن أن تتسم حواراتُنا مع بعضنا كما غيرنا بالشفافية الكاملة، وعدم تقديم الشك والتصنيف والهوى.

* الحرية تعدد.