حظي فريق أهلي الرياض (الرياض حالياً) في حقبة الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت بشعبية جماهيرية كبيرة وسمعة كروية عالية.. لما يضم الفريق آنذاك من أسماء لامعة ونجوم كبار كانت تعج بهم خارطة النادي الأحمر يتقدمهم الأسطورة مبارك الناصر وعلي حمزة أبناء المطرف وناصر بن سيف وعبدالعزيز بن حمد وطارق التميمي وحامد نقادي.
وبالتأكيد يبقى المدافع الكبير (عبدالعزيز بن حمد).. واحد من الأسماء التي تألقت في خط الدفاع في تلك الحقبة.. الفارطة.. وتوج عطاءه الكبير بتمثيله منتخبي الوسطى والمملكة.. نظراً لقدرته الفنية البارعة وإمكاناته العالية التي خولته ليصبح واحداً من أبرز المدافعين بالمنطقة الوسطى في تلك الأيام الخوالي.
(الجزيرة) تكشف جانب من حياة مدافع المدرسة الصلب عبدالعزيز بن حمد نتناولها عبر الأسطر الآتية:
البداية مع الشباب
* بدأت علاقته بالرياض في الحواري والمدارس وتحديداً في حي أم سليم أحد الأحياء الشعبية بوسط العاصمة الرياض، حيث كان عشقه في البداية مع لعبة كرة الطائرة بحكم تكوينه البدني وطوله الجيد في المدارس وفي أوائل الثمانينيات انضم للشباب في هذه اللعبة واستمر في مزاولتها مع شيخ الأندية ثلاثة أعوام.
* وفي عام 1383هـ تحول لممارسة كرة القدم مع فريق الحي ثم انضم لفريق أهلي الرياض (الرياض حالياً) الذي كان يضم آنذاك نجوماً كباراً وأسماء لامعة وبحكم شهرته آنذاك، والتحق بصفوفه شبلاً بدعم قوي ومباشر من سكرتير النادي الأستاذ عبدالعزيز بن عسكر مستغلاً الفترة الحرة التي كانت تسمح بانتقال اللاعب لأي نادٍ بلا شروط وبالفعل سجل رسمياً في منتصف عام 1383هـ ومثله شبلاً مع المجموعة الواعدة آنذاك سعد بن سعيد، وسعد أبو هاشل ومبارك الناصر وفهد المطرود.
السر كشف موهبته!
* أشرف على تدريبه عدد من المدربين وأبرزهم بالتأكيد السوداني السر سالم الذي اكتشف موهبته مع فريق الحي وطلب سرعة ضمه للمدرسة حيث ساهم هذا المدرب في إعادته من خط الهجوم للعب في خط الدفاع الذي برز فيه كواحد من ألمع مدافعي المنطقة الوسطى وأكثرهم شهرة خاصة بعد تمثيله منتخب الوسطى في دورة كأس المصيف بالطائف لمنتخبات المناطق.
خصوصاً وأن المدرب السر سالم أعطاه الضوء الأخضر لتمثيل الفريق الأول رغم صغر سنه وحداثة تجربته علاوة على وجود أسماء لامعة ونجوم بارعة يتقدمهم المدافع الكبير علي حمزة وأبناء المطرف زيد وراشد وإبراهيم الشايب والتميمي وجوهر السعيد وغيرهم من الأسماء الرنانة.
حقبة النجوم
* كانت أبرز مقوماته الفتية التي ساعدته في صنع نجوميته الطول المناسب والبنية الجسمانية الجيدة وكذلك قدرته على تخليص الكرات والرقابة اللصيقة فضلاً عن إجادته ضربات الرأس بكل براعة الأمر الذي منحه صفة الأبرز على مستوى المنطقة الوسطى لا سيما وأن تلك الحقبة كانت تضم مدافعين على مستوى عال أمثال صالح أمان، وعثمان بخيت، ونادر العيد، وابن سيف.
نجاح مبكر
* وعن أول مباراة مثل بها مدرسة الوسطى يقول المدافع الكبير سابقاً عبدالعزيز بن حمد.. إنه يتذكر أول مباراة لعبها مع الأهلي كانت ضد فريق شباب الرياض (الشباب حالياً) لقاء كان ودياً في ملعب الصائغ عام 1384هـ حيث لعب ضد أخطر مهاجمي الوسطى ومنهم صالح عدني ورغم خطورة الأخير إلا أن ابن حمد نجح في السيطرة على مهاراته وكسب الجولة عندما أوقف انطلاقات العدني وتحركاته المخيفة ففرض المدافع الأهلي ابن حمد تفوقه وكسب ثقة مدربه الذي منحه الضوء الأخضر لتمثيل المدرسة وهو صغير سن!!
نجومية علي حمزة
* تأثر قائد المدرسة الأسبق عبدالعزيز بن حمد بمدافع الأهلي سابقاً الأسطورة علي حمزة الذي انتقل لأهلي جدة عام 84 - 1385هـ بعد تمثيل المدرسة ثلاثة أعوام، يقول ابن حمد: كنت من أشد المعجبين بالكابتن علي حمزة الذي كان يعد من المدافعين الأشهر بالمملكة آنذاك ومن حسن حظي أني لعبت بجواره قبل انتقاله لأهلي جدة.
الخماسية الزرقاء
* وعن أجمل مباراة لعبها يقول: كانت ضد فريق الهلال بالدوري في النصف الثاني من عقد الثمانينيات الهجرية في ملعب الصائغ وانتهى لصالح المدرسة (5-3) وكان الهلال يضم آنذاك نجوماً كباراً أمثال مبارك العبدالكريم، وسلطان بن مناحي، والكبش..وسعى نجوم المدرسة بقيادة مدربهم السوداني حسب الله إلى كسب هذه المواجهة التاريخية رغم قوة الفريق المقابل.
منتخب الوسطى
* كان يعد من المدافعين الأبرز على مستوى المنطقة الوسطى وأكثرهم بروزاً نظراً لقدراته الدفاعية العالية وإمكاناته البارعة وتبعا لذلك اختير لتمثيل منتخب الوسطى في دورة كأس المصيف بالطائف لمنتخبات المناطق، وكان من ضمن النجوم الذين شاركوا في هذه البطولة سلطان بن مناحي، ومبارك الناصر، ونادر العيد، وطارق التميمي، وناصر بن سيف، ومبارك العبدالكريم، وفهد بن بريك ويضم الأسماء اللامعة.. ثم اختير لتمثيل منتخب المملكة الأول وشارك معه في لقاءات حية وودية باعتبار أنه لم تكن هناك مشاركات رسمية للأخضر في الثمانينات.
نجوم المدرسة
* شكَّل ابن حمد مع بقية نجوم المدرسة وهم علي حمزة وحامد نقادي ومبارك الناصر وزيد وراشد أبناء المطرف وناصر بن سيف والشايب وطارق التميمي وجوهر السعيد وبقية الأسماء اللامعة التي كانت تعج بهم المدرسة آنذاك، شكل مع هؤلاء النجوم عطرا ذهبيا لفريق أهلي الرياض (الرياض حاليا) كان يقودهم ناظر المدرسة الراحل الشيخ محمد عبدالله الصايغ - رحمه الله- وهؤلاء النجوم ستبقى أسماؤهم محفورة في الذاكرة الرياضية خاصة وأن نصف هذه الأسماء كانت تمثل منتخب الوسطى الأمر الذي يؤكد مدى ما يزخر به الفريق الأحمر من نجوم فذة منحته لقب مدرسة الوسطى.
السلوك أولاً
* طوال فترة تمثيله للفريق الأحمر التي امتدت لأكثر من عشرة أعوام لم ينال أي بطاقة ملونة مدركاً في هذا الجانب أن السلوك الرياضي هو من يصنع نجومية اللاعب.
كان أبو عبدالله الصايغ رئيس النادي آنذاك يقدره كثيراً ويضرب به المثل في سلوكه وانضباطه وعطائه المؤجج بالحماس والقتالية للشعار الذي كان يرتديه.
وسام الفيصل
* ومن الأشياء التي يعتز بها هذا المدافع الخلوق، يقول: لا شك أن تشرفنا بالسلام على جلالة الملك فيصل -رحمه الله- أعتبره أكبر إنجاز في مسيرتي الرياضية ومناسبة ذلك كان بعد فوز منتخب المملكة على تونس عام 1387هـ في ملعب الصائغ بالرياض بنتيجة 4- صفر، وشارك ابن حمد ضمن الأسماء التي تشرفت بالسلام على الملك الراحل.
الإصابة كتبت نهايته
استمر في الملاعب حتى أوائل عقد التسعينيات الهجرية وبعد اختياره لتمثيل منتخب المملكة في دورة كأس الخليج الأولى في البحرين عام 1390هـ تعرض لإصابة حرمته فرصة المشاركة في هذه الدورة.. وفي عام 1393هـ توقف عن العطاء قسراً وهو في قمة مستواه الفني ونضجه الكروي فتوقف عن الركض عنوة لكنه نجح في التألق في مضمار التدريب بعد ما خاض تجربة ناجحة في هذا المجال عندما أشرف على تدريب المدرسة وخلال ثلاثة عقود قضاها في هذا المضمار قدم العديد من الأجيال التي تخرجت من مدرسته التدريبية لتعانق الدولية.