لقد جاءت الأديان السماوية لتخلص الناس من أوهام كثيرة، من وهم وجود آلهة غير الله تعبد، ومن وهم الالتجاء إلى قوى خارجية لمساعدته ومن وهم الاعتقاد بوجود قوى خارقة لبعض البشر كمعرفة الغيب والقدرة على الإيذاء أو الرزق أو إعطاء الخير.
ولا شك أن الدين الإسلامي الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء هو الدين الحق الذي جاء ليستكمل ما فات في الأديان السماوية السابقة فجاء كاملاً مكملاً من عند الله ليخرج هذا الإنسان من الخضوع لأي سلطة وهمية مهما كانت ويجعله يتجه بقلبه وعقله ومشاعره إلى الخالق الفرد الأحد سبحانه وتعالى.
فإذا وعى الإنسان حقيقة أنه خلق حراً ليعبد الله وحده ويوقن إيقاناً تاماً أن الله هو الذي خلقه وهو الذي رزقه وهو الذي قدر كل شيء في حياته قبل أن يأتي إلى هذه الأرض سينجح بعقله وقلبه إلى اتباع الحقيقة وترك خزعبلات وأوهام السحرة والمشعوذين والدجالين الذين كان خطرهم كبيراً في كل عصر من العصور لكن في هذا العصر وهذه الأيام أصبحت هنالك وسائل كثيرة لانتشار ألاعيب السحرة وخدعهم وأصبح خطرهم كبيرا على الإنسان المعاصر.
وقد حارب الإسلام السحر والشعوذة والكهانة والخرافة وغيرها من الظواهر التي تعطل ملكة التفكير عند الإنسان المسلم وتجعله أسيراً للوهم لمن يسوقه من السحرة والعرافين الذين يستغلون حاجة الناس وجهلهم بالعلم الشرعي وبعدهم عن منهج الكتاب والسنة ليسيطروا عليهم من خلال جعلهم متعلقين بالسحر والخرافات.
والناظر إلى واقع مجتمعاتنا الإسلامية اليوم يجد أن السحر والشعوذة والدجل قد بدأ في الانتشار السريع والخطير، متخذاً أنماطاً متعددة ومختلفة بل ومتجددة.
ولقد زادت أعداد الذين يذهبون إلى السحرة والمشعوذين والدجالين طلباً للمساعدة في حل مشكلاتهم النفسية والاجتماعية بل وانتشرت الكتب والمجلات التي تسوق قصص السحر والشعوذة ودفع الناس إلى هذا كله إما فضول أو تعلق بقشة أو حب استطلاع.
لكن لابد أن يعي الناس خطورة الوضع وصعوبة الأمر، وكونه يلامس أهم ما يملكه العبد المسلم وهو عقيدته التي يجب أن يموت دونها.
* الرياض