Al Jazirah NewsPaper Friday  28/03/2008 G Issue 12965
الجمعة 20 ربيع الأول 1429   العدد  12965
تعلم القرآن نعمة يجب الحفاظ عليها
عبدالعزيز بن محمد العقيل *

الحمد لله القائل: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} والصلاة والسلام على خير البرية القائل (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وبعد....

فإن من نعم الله على العبد في هذه الحياة أن يوفقه لتعلم القرآن وتعليمه ليسعد في الدارين وينال الخير به الموعود بها وقد أنعم الله علينا في هذه البلاد حكومة وشعباً بالعناية بكتاب الله دراسة وحفظاً وتعليماً ونشراً فمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أكبر دليل على العناية بكتاب الله من قبل حكومتنا الرشيدة وما يوزع من نسخ من أعداد كبيرة مما يطبع في هذه المجمع البعض منها مترجمة معاني القرآن فيها مما جعله يصل إلى مشارق الأرض ومغاربها في العالم وما يوزع في المساجد داخل المملكة وإن كان الأمر يحتاج إلى لفتة نظر في الأعداد الكبيرة الموجودة في بعض المساجد حيث يوجد فيها أعداد كبيرة تزيد عن عدد المصلين مما يجعل بعض المصاحف يمر عليه بعض السنين لا يقرأ فيه وهذا ملاحظ ومشاهد فلو روعي العدد المناسب لعدد المصلين في كل مسجد وما زاد يوزع على مساجد وبلاد أخرى لكان هذا مناسباً وفي محله، وقد توفرت الوسائل لحفظ القرآن فقل أن يوجد مدينة أو قرية في هذه البلاد إلا وفيها مدارس نظامية وإن كانت تحتاج إلى لفت النظر في زيادة حصص القرآن والعناية به أكثر ولكن انتشار حلق القرآن في المساجد والدور المخصصة لذلك وبعض الدوائر الحكومية صار له الأثر الكبير في حفظ القرآن وتعلمه من قبل الصغار والكبار من الذكور والإناث فهذه نعمة يجب الحفاظ عليها أولا بالتخلق بأخلاق القرآن بامتثال أوامره واجتناب نواهيه تأسياً بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن وطلباً للثواب حيث إن من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها كما أن ثواب تعلم القرآن لا يقتصر على الشخص نفسه بل يتعداه إلى والديه ومن أسباب صلاح العبد وذريته. ومن أسباب الحفاظ على هذه النعمة مضاعفة العناية بكتاب الله وتشجيع الدارسين واختيار المدرسين الأكفاء والبحث والتحري للوسائل المعينة على ذلك وإيجاد اللجان المتخصصة في علوم القرآن المتابعة وتوسيع دائرة هذا العمل الجليل الذي هو قوام الأمة وسبب سعادتها وعلوها والتصدي للمغرضين والحاقدين والمرجفين ممن يريد إلصاق بعض التهم فيمن ينتسب لهذا العمل الفاضل الذي ظهرت آثاره الطيبة علماً وتخلقاً وسلوكاً ولو وجد من شذ فلا ينسب شذوذه إلا له لا للقرآن وأهله فقد وجد من شذ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسابه على نفسه كما أن من المحافظة على هذه النعمة واستمرارها وتوسيعها البذل سواءً بالبدن أو الجاه أو المال وذلك بإيجاد موارد ثابتة تكون أوقافاً وصدقة جارية تضمن بحول الله وقوته استمرار هذا العمل الخيري وتوسيعه فعلى من أنعم الله عليه بالمال أن يحتسب ويجعل جزءاً من ماله في هذا العمل الخيري سواء نقداً فإن شيئاً ثابتاً له نفع يدر لهذا العمل الخيري كما أن على من وفقه الله وتعلم هذا القرآن أو علمه أن يصدق في نيته ويخلص في عمله ويشكر الله على هذه النعمة الجليلة فإن التوفيق للعمل الصالح نعمة تحتاج إلى شكر وحيث إنه يوجد أوقاف على معلم القرآن في السابق في بعض البلدان خصوصاً القديمة فإني أرى أن على كل جمعية خيرية لتعليم القرآن الكريم أن تتحرى وتسأل عن هذه الأوقاف في بلدها وتعرض ما تجد لجهة الاختصاص لاتخاذ ما يلزم نحو إنباتها والاستفادة منها حتى لا تضيع حفاظاً عليها وحفاظاً على مقصد الواقف فأرى أن الأولى بها جمعيات تحفيظ القرآن الكريم.

*رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالدوادمي



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد