من قدر له زيارة مركز المعارض الحالي بمدينة الرياض في أثناء إقامة بعض المعارض، كمعرض الكتاب، ومعرض الكمبيوتر، سيعرف مدى وحجم مدينة كالرياض تستحق معرضاً يفوق هذا المعرض، وبدون مبالغة عشرات المرات، سواء ما يخصص للعرض من المساحة، أو المواقف، أو المرافق الأخرى.

ويجري العمل حالياً، وعلى طريق الملك عبدالله تحديداً، على إنشاء موقع آخر لمركز المعارض في مدينة الرياض، ولكنني صدمت حينما رأيت أن الموقع الجديد سيكون في هذه المنطقة لعدة أسباب، منها:

- ضيق الشارع والمداخل، فلا يوجد سوى مخرج واحد صغير في طريق الخدمة يعج بالسيارات، والدليل مركز الأمير سلمان الاجتماعي الذي يضيق شارعه في أقل مناسبة تقام بالمركز.

- أمر آخر، وهو قضية المواقف التي تعد هي الأخرى مشكلة من مشاكل المركز السابق، فالدراسات أثبتت أن زوار معرض الكتاب في يوم واحد، بل في فترة واحدة - على الأصح - تجاوزوا عشرة آلاف زائر.. فهل المواقف في المعرض الجديد تتسع لهذه الأعداد؟

- طريق الملك عبدالله أصبح شرياناً رئيساً في طرق الرياض، ويربط شرق الرياض بغربها، والحركة عليه لا تساعد على انسيابية المرور، فضلاً عن الشاحنات، وسيارات النقل التي ستجهز لكل معرض، وليس معرض الكتاب فقط!!

هذه ملاحظة سقتها بعد أن سرت ما يزيد على خمس وعشرين دقيقة سيراً على الأقدام من أقرب موقف حتى وصلت إلى معرض الكتاب، وبعد عناء المشي لم استطع الدخول إلى معرض الكتاب سوى بواسطة (عجوز) شفعت لي بالدخول لدى حراس الأمن الذين كانوا في قمة اللطف، والاحترام، والتقدير، على الرغم مما يواجهونه من إحراجات شديدة، المهم أنني دخلت المعرض، وكنت أتصور أنني الوحيد الذي كان ضجراً من ذلك، فإذا بالبائعين هم أشد ضجراً مني، وقالوا: إن إيجار المعرض لهذا العام يزيد عن الأعوام الماضية أولاً، ثم إن أوقات العوائل حرمتنا من دخل وبيع كبير، لا نجدها سوى في أيام الرجال، وخاصة نهاية الأسبوع الذي يشهد حضورا أناس من خارج مدينة الرياض!

وجالت ملاحظتان في خاطري، أسوق الأولى للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، للتخطيط من الآن لمركز معارض يليق بمدينة الرياض، وحجمها، واتساعها، وكبر سوقها، وتوسعها الدائم، وأن يضعوا في الحسبان إمكانية حدوث أي مشكلة تستدعي الإخلاء، فهل روعي ذلك في الموقع، والمساحة، والمداخل، والمخارج، للأسف ما نراه في الموقع يضع أكثر من علامة استفهام، أفلا يوجد موقع أفضل من هذا الموقع بعيداً عن الأحياء السكنية، وازدحام المرور؟!

والملاحظة الأخرى أسوقها للقائمين على معرض الكتاب ببحث موضوع الدخول، والعوائل.. والله من وراء القصد.