Al Jazirah NewsPaper Friday  28/03/2008 G Issue 12965
الجمعة 20 ربيع الأول 1429   العدد  12965
أين نجد حقيقة تعليمنا
د. عبد العزيز بن سعود العمر

سألني جمع من التربويين السؤال التالي: أين نجد حقيقة تعليمنا؟ فأجبتهم قائلا: ابحثوا عن حقيقة تعليمنا عند أولئك الذين يقدمون نقدا للتعليم، فالنقد هو دائما أفضل وسيلة للتصحيح والتطوير لكنهم عادوا ليقولوا: إن من ينتقد تعليمنا يكون غالبا شخص مغرض، يكتب بدافع تصفية حسابات شخصية، أو بدافع الغيرة، ثم إن الناقد قد يكتب بحثا عن مصلحة خاصة أو طلبا للشهرة أو للتقرب إلى صاحب القرار قلت لهم: إذن ابحثوا عن حقيقة التعليم عند مسؤولي التعليم، فهم الأقرب إلى تفاصيل التعليم وواقعه لكنهم عادوا ليقولوا: إن بعض مسؤولي التعليم يبحثون عن تضخيم إنجازاتهم وتلميع ذواتهم من أجل الحفاظ على الكرسي، وبالتالي فالحقيقة التعليمية التي يقدمونها قد تكون مشوهة قلت لهم: إذن ابحثوا عن حقيقة التعليم عند أساتذة الجامعات التربويين، فهم من خلال بحوثهم العلمية قد يدلونكم على حقيقة تعليمنا لكنهم عادوا ليقولوا لي من جديد: إن كثيراً من بحوث أساتذة الجامعة لا تلامس الهم التربوي الحقيقي، فهم غالبا منظرون بعيدون عن واقع التعليم، وينجزون بحوثهم العلمية طلبا للترقية والاسترزاق والوجاهة فقط، عدت وقلت لهم: إذن ابحثوا عن حقيقة التعليم في تقارير المنظمات الدولية، فهي جهة محايدة لكنهم عادوا وقالوا: إن المنظمات التربوية الدولية لا تعرف حقيقة تعليمنا، ولا تدرك خصوصيتنا وهويتنا التعليمية، كما أن معاييرهم قد لا تنطبق علينا، عدت عندئذ لأقول لهم: إذن ابحثوا عن حقيقة التعليم في ما ينشره إعلامنا المحلي، ولكنهم عادوا ليقولوا: إن بعض مراسلي إعلامنا المحلي قد دخلوا في عقد تكافل اجتماعي مع المسؤول التعليمي، فهم يتولون مسألة تضخيم الإنجازات وتلميع المسؤول، أما المسؤول فيتولى من جهته تقديم ما يمكنه من خدمة، وعندما استنفذت كل ما لدي عدت وقلت لهم: أظن أنني وجدتها: اعملوا ما يلي: شكلوا فريقا وطنيا ليطور مقاييس علمية مقننة تقيس بدقة عالية ما يفترض أن يكون طلابنا قد تعلموه من مفاهيم ومهارات وطرائق تفكير، ثم انظروا كيف يكون مستوى أداء طلابنا على تلك المقاييس، وقد يكون من المناسب أن ترصدوا سلوكيات أبنائنا عندما يتحاورون مع الآخرين، أو عندما يقودون سياراتهم، أو عندما يصطفون انتظارا لدورهم، أو عندما تتهيأ لهم الفرصة للنيل من حقوق غيرهم، ولا تنسوا أن تستيقظوا الساعة الواحدة ليلا في وسط الأسبوع لتنظروا إن كانوا في فرشهم أم لا يزالون يجوبون الشوارع والأسواق أو يتلهون بمغريات التقنية المعاصرة.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5728 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد