يعتبر طب أسنان الأطفال من أهم التخصصات الصحية حيوية لأنه يهتم بتطور فم وفكي الطفل والأمراض التي تصيب الأسنان واللثة والغشاء المخاطي الفموي، كما أنه يدرس أساليب المحافظة على سلامة الأسنان المؤقتة والدائمة وطرق علاج الرضوض السنية عند الأطفال.

ويعتبر أخصائي أسنان الأطفال هو الشخص المؤهل لتقديم جميع الإجراءات الوقائية والعلاجية، حيث يقوم بالبداية بتحديد السلوك التعاوني للطفل وبالتالي يختار الطريقة الأمثل للتعامل معه لتقييم الإجراءات السنية المناسبة.

وغالباً ما يلجأ الطبيب إلى الطرق النفسية لتكيف الطفل وتدبير سلوكيته في العيادة السنية، كما أنه في بعض الحالات وعندما يكون الطفل خائفاً أو غير متعاون داخل العيادة يقوم الطبيب باستخدام غاز (Nitrous Oxide الجزيرة Oxygen)، والذي يعتبر مركناً نسبياً رائعاً (Conscious Setation) للتغلب على مخاوف الطفل وجعله أكثر تعاوناً.

أحياناً عندما يعاني الطفل من بعض الأمراض أو الإعاقات الخاصة والتي تجعل تقديم العلاج السني أمراً معقداً يلجأ الطبيب إلى المستشفى لإجراء المعالجات السنية الشاملة والكاملة لهذا الطفل بعملية تنويم اليوم الواحد تحت التخدير العام (General Anesthesia).

كل هذه الطرق والأساليب تؤخذ بعين الاعتبار من قبل أخصائي أسنان الأطفال ليختار منها المناسب والمثالي غايته الأساسية تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية بأبسط الطرق والأقل خطورة والأكثر نجاحاً.

ما أهمية الأسنان المؤقتة عند الأطفال:

إن الأسنان المؤقتة أو اللبنية لها أهمية كبيرة في حياة الطفل من حيث عملية مضغ الطعام ونطق الحروف ومن المحافظة على المسافة الضرورية لبزوغ الأسنان الدائمة وجعل ابتسامة الطفل أجمل ابتسامة على وجه الأرض.

لذلك فإن تسوس هذه الأسنان وتآكلها أو اسودادها أو خلعها المبكر يؤدي إلى مشكلات عدة وظيفية ونفسية وصحية وجمالية.

إن إهمالنا للأسنان المصابة بالتسوس وتركها دون علاج مبكر يؤدي إلى تطور الإصابة وتقدمها في أنسجة السن حتى تصل إلى مرحلة إصابة العصب (اللب السني) وعندها تبدأ الآلام المبرحة والشديدة والالتهابات المحيطة وقد تؤدي لخراج محيط بالسن أو انتفاخ خارجي في وجه الطفل وهنا يعاني الطفل من أعراض مختلفة تبدأ في عدم إمكانيته للنوم وامتناعه عن تناول الطعام مما يجعله ضعيفاً هزيلاً ومقاومته ناقصة تزيد في احتمال إصابته بالأمراض الجرثومية والفيروسية المختلفة.

تسوس الأسنان:

يعتبر تسوس الأسنان في فترة الطفولة المبكرة من أكثر الأمراض تأثيراً على أسنان الأطفال والتي نختصرها ب Earty Childhood Caries) E.C.C) وتعود الأسباب إلى عوامل عدة نذكر أهمها:

1- الرضاعة الاصطناعية:

إن الرضاعة الاصطناعية من زجاجة الحليب باستمرار وخصوصاً في الليل (أثناء نوم الطفل) من أهم أسباب تسوس أسنان الأطفال الرضع فبعض الأمهات تعتمد في إرضاع أطفالهم على الرضاعة الصناعية بدلاً من الطبيعة مما يؤثر على بنية الأسنان وتجعلها ضعيفة أمام العوامل الجرثومية الخارجية وبالتالي زيادة احتمال إصابتها بالتسوس.

كما أن نوم الطفل وفي فمه زجاجة الحليب تجعل أسنانه معرضة لخطر التسوس بشكل كبير نتيجة تأثير الحموض الموجود في الحليب على تآكل ميناء الأسنان.

2- نوعية الغذاء واستهلاك السكريات:

إن الإكثار من تناول الحلويات وخصوصاً الشوكولا والكراميل والتوفي.. التي تلتصق بسطوح الأسنان بشدة والتي يصعب إزالتها عن طريق شطف الفم بالماء تؤثر سلبياً على أسنان الطفل وتجعلها أكثر قابلية للتسوس، بينما التشجيع على المأكولات المفيدة والتي تحتوي على الألياف الطبيعية مثل: الخضراوات والفواكه الطازجة التي تعمل على تنظيف سطوح الأسنان ميكانيكياً وبالتالي تنقص من قابليتها للتسوس.

3- تنظيف الأسنان: يجب البدء في تنظيف أسنان الطفل منذ عمر السنة عن طريق مسحه بالشاش المبلل بالماء أو بفرشاة صغيرة مناسبة لفم الطفل ويجب غرس عادة تفريش الأسنان في ذهنية الطفل منذ الفترة الأولى حتى يعتاد على تفريش أسنانه بعد كل وجبة طعام لما لذلك من أهمية في إزالة جميع الفضلات الطعامية المتراكمة على سطح الأسنان واللثة والتي تؤدي في حالة تركها إلى تسوس الأسنان.

لذلك ومما تقدم يجب الإسراع في مراجعة طبيب الأسنان المختص بأسرع وقت ممكن ليتمكن من تحديد حجم المشكلة وتقدير إمكانية علاجها، حيث يقوم بعرض الحلوى على أهل الطفل ومن خلال التعاون الدائم ما بين الطبيب والأهل وتنفيذ التعليمات الصحية بدقة من حيث المحافظة على تفريش الأسنان بشكل منتظم وزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري (كل ثلاثة شهور)، حيث يستطيع أن يوقف التسوس ويعالج أي إصابة في الفم أو الأسنان يمكننا حماية أسنان أطفالنا من التسوس وبالتالي نجعل أسنانهم سليمة وابتسامتهم أكثر إشراقاً.