مساحات من الود والصفاء في نفوسنا تنتظر أن ننظر إليها ونمنحها الاستغلال الحسن لنسقي الآخرين من جمال الحياة الذي يوشك أن يموت تحت أنقاض البؤس والشقاء اليومي. كلنا يحمل مساحات من الحب والود والصفاء وفي نفس الوقت كلنا يحتاج لذلك وما أكثر ما نردد (فاقد الشيء لا يعطيه)!
عبارة هي للعاجزين.. للهاربين.. لمن لم يفهم المعنى الصحيح لها!
نرددها ونحن نعلم أن معناها هو المعنى المحسوس فمن المستحيل أن نعطي سائلاً شيئاً لا نملكه أما الشعور بالحب ومشاعر القلب الصادقة كلنا نملكها ولكن من فينا يعطي نفسه الفرصة ليعبر عنها ويمنحها للآخرين؟
العيب في مجتمعنا أن تقول لابنك/ابنتك أحبك، أن تقول لصديقك كم أنا مشتاق لك، أن تقول لزوجتك كلاماً طيباً، أن تقول لجارك وزميلك في العمل أحترمك وأقدرك، أن تقول لأختك/أخوك أحبك!
العيب أن يفصح أحداً عن مشاعره للآخر فقد يقلل هذا من مكانتك في نفسه وربما اعتبرك عديم الشخصية ولن يحسب لك حساباً! العيب أن نتعامل مع العمالة بالمعاملة الحسنة ونثني على جهودهم ونقدر ما يقومون به ونمتدح إتقانهم!
العيب أن نسمح لألسنتنا أن تخاطب الآخرين في حنو وتمنحهم قدرهم الحقيقي من الحب في نفوسنا! ليس عيباً أن نحب ونقدر من نحب ونخطب ود الآخرين بحب ونكتب بحب ونتحدث بحب وأن يقدم الرجل لأمه وأخته وزوجه ولابنه وابنته لقمة حب وكذلك المرأة.. لا عيب.
لنبني مجتمعاً علاقته تقوم على الحب الصادق لا حباً مزيفاً مخالفاً فمن عمرت نفسه بحب الله ورسوله عليه الصلاة والسلام عمرت بالطيب وفاح شذاها. لنمنح أنفسنا فرصة ونجدد الحب في نفوسنا ونقتل (فاقد الشيء لا يعطيه) فهي مع الفهم الخاطئ أنانية لا يرددها إلا من لا يحب الخير لغيره ومن حرم حسن الخلق حرم من خير كثير.
من الأعماق
حين تجد من يبحث عنك لأنه يقدرك ويسأل عنك لذاتك يزورك الشعور بأنك تملك كنزاً ثميناً لا يقدر بثمن!
كم هو رائع ذلك الشعور الذي يمنحك إياه الآخرون بأنك لست شخصاً عادياً ولا طيفاً عابراً مررت بذاكرتهم يوماً ثم رحلت!
مدة ليست بالقصيرة تلك التي تركت الكتابة المقالية فيها ومع هذا الكثير يتساءل عن انقطاعي ويسعدني بسؤاله وطلبه أن أعود للكتابة ولكم ذرفت دموعي الباردة (لفرحي) لهذا السيل من السؤال وطلب العودة للعزف على الأوراق. ها أنا عدت والأمل يحدو نفسي أن يكون العود أحمد والحرف أكثر بريقاً من ذي قبل وأن يكون التواجد مستمراً -بإذن الله- فأنا إن كتبت فلأن هناك من يحفزني وإن أبدعت فلأن هناك من يسقيني كؤوس التقدير والحب الصادق وإن عدت للكتابة فلأن القلوب المحبة بصدق كانت تقف خلف قلم عشق الكتابة منذ الصغر.
لكل من سأل عني.. لكل من تواصل.. لكل من وجه الدعوات وشحذ همة قلمي.. لكل من أيقض الأمل في نفسي.. لكل من سقاني من نبع حبه ووده الصافي.. لكل من تساءل في حنو.. لكل من سعى لتذليل الصعاب.. لكل من مد يده لينتشل الأمل الدفين من الأعماق كل شكري وامتناني، وأسأل الله ألا يحرمكم الأجر.