لقد فقد الوسط الزراعي رجلاً تعلقت القلوب به أحب الناس فأحبوه وتواضع فأكبروه بشوش طلق المحيا نزيه في عمله منجز لواجباته صابر محتسب لما ألم به من مرض أثناه عن العمل خلال الأشهر الماضية من هذه السنة حتى توفاه الله مساء يوم الأحد الموافق 2-3-1429هـ وصلي عليه عصر يوم الاثنين 3-3- 1429هـ بجامع الملك خالد بحي أم الحمام بمدينة الرياض إنه (أبو زياد) ذلك الاسم الذي يحب أن يكنى به ويناديه به كل موظف صغير وكبير في العمل ذلك الرجل الذي التحق بالعمل في البنك الزراعي وعمل تحت إدارتي أستاذين فاضلين هما سعادة الأستاذ عبدالعزيز بن محمد المنقور، وسعادة الأستاذ عبدالله بن سلمان الشعيبي متعهما الله بالصحة والعافية وجزاهما الله على ما قدماه من خدمة خلال توليهما المسؤولية، واصل أبو زياد عمله بالبنك الزراعي بكل تفان وإخلاص وقمة في التعامل بهمة ونشاط إلى أن أصبح مساعداً لمدير عام البنك وقبل عشر سنوات تقريباً تم تعيينه وكيلاً لوزارة الزراعة حيث كان بانتظاره العديد من القضايا التي ساهم في إيجاد حلول لها مثل مشكلة حمى الوادي المتصدع ومشكلة حرب أسعار الألبان بين المنتجين وقد أبلى بلاء حسنا وبتوجيه من معالي وزير الزراعة -حفظه الله. أبو زياد الإنسان المتواضع المتسامح مع زملائه ومراجعيه لم يعرف عنه يوم من الأيام علو صوته فوق موظف أو مراجع، يدير ويربي ويوجه لعمل منتظم وبمنظومة متكاملة.
رحم الله المهندس عبدالعزيز بن سعد بن إبراهيم الشثري (أبو زياد) حيث كان صابراً محتسباً على ما ألم به من مرض فخلال زيارته بالمستشفى قبيل رمضان قال إنه ينوي السفر للعلاج خارج المملكة ومن الممكن العدول عن السفر فأنا صابر على ما أصابني وأحتسب ذلك عند الله. رحم الله أبا زياد ورفع درجته في المهديين وأصلح عقبه والعزاء لوالديه وابنه الدكتور زياد ومحمد وكريماته وإخوته إبراهيم ومحمد ويوسف.
أتمنى من معالي وزير الزراعة ومن رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي وهما الحريصان على تخليد ذكر المخلصين أمثال أبي زياد رحمه الله أن يطلقا اسمه على إحدى القاعات أو ما يوجهان به من تكريم مناسب لمقامه يرحمه الله خصوصاً أنه قد توفاه الله وهو على رأس العمل وأعطى من صحته ووقته ما خدم به دينه ومليكه ووطنه.
هكذا الدنيا لا تدوم لأحد فلله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار..