قبيل الفجر بساعات قليلة من صباح الثالث عشر من شهر محرم لعام ألف وأربعمائة وتسعة وعشرين توقف قلب والدتي الغالية الطاهرة وانتقلت روحها إلى ربها، فلكل أجل كتاب، فقد حزن القلب وسال الدمع ولا أقول إلا ما يرضي الرحمن (اللّهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها.. اللّهم اجعلها في جنات الخلد يا غفور يا رحيم وأخلف على دنياها بالجنة يا سميع يا مجيب).
كانت - رحمها الله - ذات صفات جميلة في إخلاصها لله من صلاة وقيام وصيام وتسبيح وتهليل ودعاء لأولادها وأقاربها ولكل من يأتي ذكره عندها، فكانت لا تبخل بالدعاء لأي فرد من العائلة فتدعو له بسعة الرزق وطول العمر والتوفيق في حياته وصلاح أولاده.. كانت سليمة القلب تحسن الظن بالجميع فلا تحمل حسداً ولا كرهاً ولا غلاً لأي كائن من كان.
كانت أمي الطاهرة العفيفة العابدة صابرة راضية متحملة كل شيء في الدنيا من خير وشر تقدّم الهدايا بالتزامن مع أفراح أولادها وتحزن وتتكدر لمرضهم وحزنهم، وكانت تتنقل بين إخوتي رغم كبر سنها من أجل إرضائهم سواء في بريدة أو خارجها. لقد رحلت أمي الحانية فيا ربي ارحمها واغفر لها فقد كانت قريبة من كتاب الله وسنَّة رسوله لا ينفك لسانها عن الدعاء والذكر والتسبيح.
اسأل الله أن يجمعني وأمي في دار كرامته بالجنة والمسلمين أجمعين، والحمد لله رب العالمين.